الصباح اليمني-متابعات
كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، فشل الضربات الأمريكية والإسرائيلية ضد اليمن، في ظل تصعيد القوات المسلحة اليمنية عملياتها ضد العدو الإسرائيلية في هجمات نوعية، آخرها استهداف تل ابيب بصاروخ فرط صوتي وفشل منظومات الدفاع باعتراضه.
وأفادت صحيفة معاريف العبرية أنه و “بعد مرور 14 شهرًا، يتضح أنّ الاستراتيجية الحالية لدولة “إسرائيل” لا تنجح في إحداث التغيير المطلوب الذي من شأنه أن يفضي إلى وقف إطلاق النار من اليمن” ودعت الصحيفة إلى تحالف دولي للحرب على اليمن وتنفيذ اغتيالات ضد القيادات اليمنية.
وتابعت الصحيفة أنه و”بعد انقضاء 14 شهرًا من المواجهة المباشرة بين الحوثيين وإسرائيل، لا بدّ من الإقرار بفشل إسرائيل في إجبار الحوثيين على وقف إطلاق النار. إنّ بقاء ميناء إيلات مهجورًا والقصف المتواصل من اليمن بالطائرات المسيّرة والصواريخ باتجاه إسرائيل، بما في ذلك منطقة غوش دان وليس فقط إيلات، كلّها شواهد على هذا الفشل. وإضافةً إلى ذلك، لم يَضعُف الحوثيون فحسب، بل يرَون في عدم خضوعهم لإسرائيل أو لضربات التحالف بقيادة الولايات المتحدة إنجازًا يعزّز مكانتهم في محور ما يُسمّى بـ”المقاومة”، إذ يستمرّون في مواجهة إسرائيل في ظلّ ضعف حزب الله الذي دفعه إلى وقف المواجهة مع إسرائيل، وتردُّد إيران في الردّ على الضربة الإسرائيلية. هكذا بات الحوثيون لاعبًا إقليميًّا لا يمكن تجاهله”
ولفتت الصحيفة العبرية إلى أنه “لا ينبغي الاستهانة بقدرات الحوثيين؛ بل إنّ ما يُعقِّد تشكيل ميزان ردع ضدهم هو ضعفهم نفسه، إذ لا توجد هدفٌ واحد – إذا تمّت إصابته – يؤدي إلى تحقق الردع المطلوب. هذه الحقيقة تستوجب “التفكير خارج الصندوق”: وقف الضربات المتفرّقة ضد الحوثيين والشروع في حملة متواصلة وبعيدة المدى، بالتنسيق مع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، وهدفها الأساسي تصفية القيادة الحوثية والقضاء على قدراتهم في تصنيع وإطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة، بما يشمل الدعم الإيراني لهذه الجهود، وفي نهاية المطاف إسقاط النظام.”
واعتبر الصحيفة في تقريرها أن ما وصفتها بـ”المشكلة الحوثية” تجاوزت حدود عملية “سيوف الحديد”. فحتى لو توقفت الحملة في غزة، من المشكوك فيه أن يوقف الحوثيون استخدام القوّة التي بحوزتهم لابتزاز المجتمعين الدولي والإقليمي بما يخدم مصالحهم. وبمعانٍ كثيرة، “لقد خرج المارد من القمقم”، ولا يمكن إعادته بأدواتٍ تقليدية. هذا الواقع يفرض التخطيط وإطلاق حملة واسعة وبعيدة المدى ضد التنظيم، بمعزل عن عملية “سيوف الحديد”.
واستدركت الصحيفة أنه “أمّا بخصوص إيران، فمن المهمّ الإشارة إلى أنّها هي من منح تنظيم الإرهاب الحوثي قدراتٍ عسكرية استراتيجية، لكن قدرتها على التأثير في عملية صنع قرار الحوثيين محدودة للغاية.” مضيفة “والدليل أنّ الولايات المتحدة هدّدت إيران مرارًا بضرورة وقف إطلاق الحوثيين باتجاه مضيق باب المندب، غير أنّ تلك التهديدات لم تُثمِر أي تغيير.
وأوضحت الصحيفة “صحيح أنه يمكن مهاجمة إيران ردًّا على تحركات الحوثيين التي تخدم الرغبة الإيرانية في مواصلة الضغط على إسرائيل كي توقف الحملة في غزة، غير أنّ خطوة كهذه ستؤدي بلا ريب إلى ردٍّ إيراني قاسٍ ضد المُهاجِم، ومن المستبعد في الوقت ذاته أن تغيّر سياسة الإطلاق الحوثية؛ إذ حتى لو مارست إيران ضغطًا على الحوثيين، فليس مضمونًا قدرتها على فرض ذلك عليهم. وعليه، فإنّ الحلّ لوقف إطلاق النار من اليمن يكمن في تغيير جِذري للسياسة تجاه الحوثيين، وليس في التورط بمواجهة إقليمية على أثر ضربة إيرانية يُرجَّح ألّا تحظى بدعمٍ أمريكيٍّ واسع.”
وأكدت أنه “في المحصّلة، لا ينبغي أن ننتشي بالإنجازات العملانية المتمثّلة في استهداف مواقع بنية تحتية في اليمن، لأنّه من الواضح أنّ هذه الضربات لم تؤدِّ إلى أي تغيير في سلوك الحوثيين. وفي ضوء وقف إطلاق النار في لبنان والإمكانية القائمة لإنهاء الحملة في غزة، من المناسب التركيز على الخطر اليمني بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية ودول المنطقة، والمضي قدمًا في حملة متواصلة ستقود في نهاية المطاف إلى إسقاط الحكم الحوثي. إنّ نتيجة كهذه ستمثّل ضربةً للمحور برمّته ولا سيّما لإيران، وستضمن حرّية الملاحة في البحر الأحمر مستقبلًا. أمّا أيّ خطوة أخرى فلن تغيّر الوضع من جذوره، وقد تزيد الحوثيين قوّة.”
خليك معنا