كشفت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، الأحد، كيف يلعب الإعلام السعودي دورا متحيزا وغير مهنيا في التعاطعي مع الأخبار في غزة ولبنان، وذلك بتبنيه الرواية والسردية الإسرائيلية التي تنشرها حكومة وجيش الاحتلال الإسرائيلي، وتروج لها في الأوساط العربية والإسلامية بمستوى تخادم مع “إسرائيل” أكثر حتى من وسائل الإعلام الإسرائيلية نفسها.
وأفادت الصحيفة الإسرائيلية بأنه من الصعب أن نجد فرقا في تناول وسائل الإعلام الإسرائيلية والسعودية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والحرب على غزة، خاصة، يوم الجمعة الماضية، عندما احتفت وسائل الإعلام السعودية باغتيال القائد يحيى السنوار.
وقال المعلق على الشؤون العربية في جيش الدفاع الإسرائيلي، جاكي هوجي، في مقاله في صحيفة معاريف ، إن السعودية التي تدعى أنها تقود العالم العربي والإسلامي، فقد أثار موقفها وإعرابها عن فرحتها باستهداف قائد المقاومة في غزة يحيى السنوار برصاص الجيش الإسرائيلي، وكذلك تعاطي الإعلام السعودي الذي يحتفي باستهداف قادة المقاومة وقادة حماس، فقد أثار ذلك استغراب شريحة واسعة من المسلمين.
ولفت جاكي هوجي إلى العنوان الرئيسي على الصفحة الأولى في صحيفة “عكاظ” المقربة من العائلة الحاكمة في السعودية والذي جاء فيه : “حماس بلا رأس”، وكان فوقه عنوان تمهيدي يقول : “إسرائيل أضافت السنوار إلى هنية” في إطار تبنيها الكامل للرواية الإسرائيلية واعتبارها قادة المقاومة في غزة “إرهابيين”.
وتابع معلق الشؤون العربية في جيش الاحتلال أن”ما نشرته صحفة عكاظ وصحيفة الشرق الأوسط السعوديتين، وقناتي MBC والإخبارية السعودية، من تقارير وأخبار ومقالات وغيرها منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، ومهاجمتها لفصائل المقاومة في غزة ولبنان، ووصف قادة وفصائل المقاومة (حزب الله، حماس، الجهاد الإسلامي، وغيرها ) بـ “الإرهابيين”، وأخرها تقرير على الشاشة السعودية يصف القائد السنوار بـأنه “جزار من خان يونس”
وعن مستوى الدعم السعودي لـ”إسرائيل” خصوصا الدعم الإعلامي، قال المسؤول الإسرائيلي، أن المشاهد للإعلام السعودي يشعر “وكأن أفيخاي أدرعي ولد من جديد بالزي السعودي” (العقيد أدرعي هو المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية)
وأشار المسؤول الإسرائيلي إلى أن ما ذكره من أمثله في مقاله تعد “قطرة في محيط” مضفا أن من يلقي “نظرة سريعة على الصحافة السعودية في العام الماضي سوف تكشف عن الكثير من أمثالهم” وأوضح أن هذه الوسائل الإعلامية من صحف وقنوات تلفزيونية مملوكة لأمراء في العائلة الحاكمة أو رجال أعمال مقربين من القصر الملكي في السعودية.
واعتبر أن وسائل الإعلام السعودية “طوال فترة الحرب، كانت بمثابة قناة معلومات حصرية للمسؤولين الإسرائيليين لنشر أسماء الشخصيات التي كانت أهدافا للطائرات. وفضلتهم المصادر الإسرائيلية حتى على وسائل الإعلام في إسرائيل. لقد كان ذلك طقساً عادياً”.
وكشف جاكي هوجي كيف تقوم حكومة نتنياهو في “إسرائيل” بتزويد الإعلام السعودي بمعلومات من طرفها لنشرها على نطاق واسع، منها “طائرات الجيش الإسرائيلي تهاجم شخصاً ما، في سيارته، في المبنى الذي كان يختبئ فيه، أو في نفق عميق في الأرض، خلال دقائق، بينما كانت سيارته تحترق، وحتى قبل أن يتم إبلاغ أقاربه به وكانت القنوات الإخبارية السعودية قد نشرت اسمه ووصفه، مما أدى إلى انتشار الخبر على الفور، باللغة العربية، في كل دول المنطقة، وكان بمثابة إذلال مزدوج لحزب الله”
يشار إلى أن وسائل الإعلام السعودية والإماراتية من صحف وقنوات إخبارية وناشطين ومسؤولين وغيرهم، يروجون للرواية الإسرائيلية بشأن الحرب على غزة والجرائم بحق المدنيين، ويتهمون المقاومة الفلسطينية واللبنانية بالتسبب بذلك، دون إلقاء اللوم على جيش الاحتلال الذي يرتكب مجازر وحشية، ويتم كشفها وكيف يمارس جيش الاحتلال الحصار الغير إنساني ويرتكب مجازر وجرائم باستهداف المدنيين في غزة ولبنان على وسائل إعلام دولية وإسرائيلية حتى، في حين تقوم صحف قنوات مثل العربية وقناة اسكاي نيوز عربية التابعة للإمارات، باتهام المقاومة ووصف قادتها بالإرهابيين.
خليك معنا