الصباح اليمني_متابعات
وفي تقرير مطول عنونته المجلة التابعة لمعهد “كوينسي انست” الأمريكي بـ “الحملة العسكرية الأميركية ضد الحوثيين لا تزال غير ناجحة”
يقول الكاتب جوناثان هوفمان أنه “لا توجد مصالح وطنية حيوية للولايات المتحدة على المحك في اليمن تبرر هذا المستوى من التدخل العسكري الأميركي، أو إهدار مليارات الدولارات من أموال دافعي الضرائب الأميركيين. وبدلاً من ذلك، فإن الخيار الأفضل لواشنطن هو إنهاء تبادل الضربات العشوائي مع الحوثيين والاعتراف بأن تبنيها القوي لحرب إسرائيل في غزة يزعزع استقرار المنطقة الأوسع على حساب المصالح الأميركية. إن وقف إطلاق النار في غزة يحمل أفضل فرصة لإنهاء، أو على الأقل قمع، الهجمات التي يشنها الحوثيون فضلاً عن تصاعد التوترات في جميع أنحاء الشرق الأوسط.”
ويشير التقرير إلى أن الحملة العسكرية المفتوحة التي تشنها إدارة بايدن في البحر الأحمر ضد اليمن غير مصرح بها من الكونجرس، موضحا أن “النهج الذي تنتهجه واشنطن في التعامل مع الحوثيين هو مثال واضح على الإهمال الاستراتيجي. فهو لن ينجح، وهو مكلف للغاية، ويعرض حياة أفراد الخدمة الأميركية المتمركزين في المنطقة لحماية السفن الأجنبية في المقام الأول للخطر، ويخاطر بزعزعة استقرار اليمن والمنطقة على نطاق أوسع. وعلاوة على ذلك، ورغم أن الحوثيين يحتفظون بحوافزهم الفريدة، فإن رفض واشنطن الاعتراف بحرب إسرائيل في غزة باعتبارها المحفز الأصلي لهجمات الحوثيين يمنع أي أمل في وقف هذه الهجمات في البحر الأحمر. ويتعين على واشنطن أن تنهي على الفور نشاطها العسكري ضد الحوثيين، وأن تضغط على الدول الأوروبية والآسيوية لتولي دور أكثر استباقية في حماية سفن الشحن التابعة لها، وأن تتوقف عن دعم حرب إسرائيل في غزة على أمل تهدئة التوترات المتصاعدة في مختلف أنحاء الشرق الأوسط.”
ويلفت الكاتب إلى مشاكل رئيسية في استراتيجية إدارة بايدن ضد اليمن، وهي أولا، عدم وجود أهداف ملموسة وقابلة للتحقيق، عوضا عن الخسائر الباهظة التي يتحملها دافعي الضرائب الأمريكيين، وبالتالي الواقع يظهر فشل ذريع في ردع الهجمات اليمنية. وتابع أنه من الواضع أن الولايات المتحدة الأمريكية فشلت في تقليص قدرات ما وصفهم بـ”الحوثيين” الذين أثبتوا كفاءتهم في الحرب السعودية والإمارات على اليمن والتي استمرت نحو 10 سنوات،
وأضاف أن “الأمر المثير للسخرية هو أن المسؤولين الأميركيين يدركون الفجوة بين هذه الحملة العسكرية وأهدافها السياسية الظاهرة.” مشيرا إلى أن الرئيس بايدن لخص هذا المأزق لواشنطن عندما سئل عن الضربات الجوية الأمريكية ضد الحوثيين: “هل توقف الحوثيين؟ لا. هل سيستمرون؟ نعم”. موضحا أن العمليات العسكرية اليمنية نجحت في بتعطيل الملاحة الدولية، في حين تسببت الحملة العسكرية الأمريكية في البحر الأحمر بتفاقم الوضع وتأجيج الصراع ما أدى إلى تعرض المزيد من السفن للنيران اليمنية، وبالتالي تعرقل الملاحة الدولية .
وبحسب الكاتب فإن المشكلة الثانية في استراتيجية بايدن هي استمرار المواجهة العسكرية مع “الحوثيين” وهو ما يهدد بزعزعة الأوضاع في اليمن، وتابع أنه “لقد ابتلع الهجوم السعودي الإماراتي الوحشي في اليمن – بدعم من الولايات المتحدة – البلاد بسرعة، مما أسفر عن مقتل أكثر من 377 ألف شخص وإنتاج واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم. بعد تسع سنوات من الحرب المدمرة، توقف الصراع في اليمن إلى حد كبير، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى عجز المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة عن هزيمة الحوثيين والانقسامات بين القوات المناهضة للحوثيين في اليمن.”
ونوه الكاتب إلى أن الحملة العسكرية الأمريكية في البحر الأحمر واستمرار التصعيد العسكري والهجمات ضد اليمن تهدد “بتعريض الهدنة الضمنية الهشة بين المملكة العربية السعودية والحوثيين للخطر، كما يهدد بتفاقم الأزمة الاقتصادية والإنسانية في اليمن.” معتبرا أن تصعيد المواجهات بين الولايات المتحدة الأمريكية و”الحوثيين” يجر المنطقة نحو حرب إقليمية واسعة”
وختم التقرير أنه و “في ظل عدم وجود نهاية في الأفق للحرب في غزة والمخاوف من تنامي الحرب الإقليمية، فإن اليمن لديه القدرة على أن يكون نقطة اشتعال مهمة في مثل هذا الصراع. وإذا كان هدف الولايات المتحدة هو إقناع الحوثيين بوقف هجماتهم وتجنب الانجرار إلى حرب إقليمية أخرى، فمن غير المرجح للغاية أن تحقق القوة العسكرية هذه الأهداف.”
خليك معنا