الصباح اليمني|خاص|
تحت عنوان اليمن:علي صالح في الكماشة الحوثية ،كتبت صحيفة القدس العربي إفتتاحية عدد اليوم أشارت فيه الى تطورات المشهد في العاصمة اليمنية صنعاء حاليّاً ، التي تؤذن بمرحلة جديدة بين الحليفين الكبيرين: جماعة «أنصار الله» (الحوثيين) وأنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
وبحسب الصحيفة فإن بداية الامر كانت جولات من التصعيد الكلامي والتوتّر من قرار صالح جمع أنصاره في العاصمة صنعاء للاحتفال بذكرى تأسيس الحزب الـ35 في 24 من الشهر الجاري، أتبعها الحوثيون بإجراءات من التشديد الأمني شملت نشر أطقم مسلحة ونقاط تفتيش في مناطق متفرقة من العاصمة .
وتضيف الصحيفة الممولة خليجياً أن نجاح نقلة صالح ومرور اجتماع حزبه بخسائر غير كبيرة دفع الحوثيين، على لسان حمزة الحوثي، أحد قيادييهم، للدعوة لإعلان حالة الطوارئ في العاصمة، ومطالبة أجهزتهم الأمنية «بملاحقة الجناة الذين اعتدوا على أفراد نقطة المصباحي».
وترى الصحيفة أن الحوثي فرض حصارا على مقر إقامة علي صالح ومقرات حزب المؤتمر الشعبي العام، وأن ما أسمتها الصحيفة “بالمليشيات” أخطرت صالح بعدم مغادرة مكان إقامته، وهو ما يعني، عملياً، أنها تبلغه كونه صار تحت الإقامة الجبرية.
وتضيف “القدس”:”تعني ردود الفعل الحوثية أن الجماعة ما زالت الطرف الأجرأ على المبادرة، وهو ما يدلّ على الشكوك القديمة لدى قيادة الحركة التي خاضت حروباً عديدة سابقة ضد صالح نفسه، ومخاوفها الجديدة، بعد ظهور إشارات عن اقتراب صالح من الإمارات العربية المتحدة، وأنها بالتالي، تفكر جدياً بإخراجه من المعادلة السياسية ـ العسكرية اليمنية.
وتخلص الصحيفة أنه “إذا استمرّت هذه السلسلة من الأفعال وردود الأفعال تسير بهذا الاتجاه فهذا يعني أن اليمن مقبل على مرحلة سياسية وعسكرية جديدة مليئة بالمفاجآت”.
متابعون للشأن اليمني أوضحوا “للصباح اليمني”أن هذا المقال يأتي في سياق الحملة التي تتبناها دول التحالف وإعلامها الموجه لشق صف الجبهة الداخلية المناهضة للعدوان الذي تشنه قوات التحالف بقيادة السعودية منذ مارس 2015م،حسب قولهم.
ويرى الصحفي يحيى الشرفي بأن تحالف صنعاء ليس كما صورته “القدس العربي” الممولة من دولة قطر ، رغم وجود نوايا لــ”صالح” بالتقرب من التحالف والانقلاب على حليفه ،لكن الوقت ليس مناسباً له، خصوصاً بعد إفشال جماعة الحوثي مخططات تستهدف احداث فوضى أمنية بالعاصمة صنعاء إيذاناً بساعة الصفر للإنشقاق عن حلف صنعاء.
ويستشهد”الشرفي” بخطاب الاعلام السعودي مع المؤتمر الشعبي وزعيمه “صالح”قبل وبعد فعالية السبعين،للوصول الى نتيجة لتقارب صالح مع التحالف، فالعربية والحدث ، استبدلت كلمة “المخلوع” التي ظلت تطلقها على الرئيس السابق علي عبدالله صالح على مدى اعوام خلت، واستغاضت عنها بكلمة الرئيس السابق،قبل أن تعود مجدداً لتصعيد الخطاب الاعلامي ضد رئيس المؤتمر ،عقب خطابه الاخير في ميدان السبعين ،الامر الذي يؤكد وجود تواصل مسبق بين”صالح” ودول التحالف كما يقول اعلام التحالف قبل أن ينقطع هذا الاتصال بعد فشل مخطط ،إسقاط العاصمة من الداخل .
ويشير المحلل السياسي والاقتصادي “رشيد الحداد” بأن المقال لا يعدو عن كونه زوبعة في فنجان تحالف صنعاء لتعكير صفوه، لا سيما في ظل توافق الحليفين على التهدئة والحفاظ على وحدة الصف في مواجهة التحالف .
ويضيف “الحداد” أن فض شراكة صنعاء ليست بالشيئ السهل، وإن سعى الطرفان لفك الشراكة ، فكلاهما مترابطان ومتداخلان ويحتاجان لوقت لحلحلة ملفاتهما،مشيراً الى ان جماعة أنصار الله باتت من القوة والدهاء السياسي ما يمكنها من تجاوز معضلة الخلافات مع صالح، بل واستطاعت كسب الكثير من القيادات المؤتمرية المقربة من صالح والذي بات أضعف من اي وقت مضى لكن يجب الحذر والحيطة منه حتى لو كان في موقع لا يمثل تهديداً أو خطر على الوضع الداخلي .
خليك معنا