إنقضى خميس الـ24 من أغسطس بسلام،وأنقضت معه تأويلات المحللين والمفسبكين ،وحتى السياسين الذين توقعوا أن يكون يوماً،إستثنائياً وحاسماً وحافل بالتطورات الاكثر خطورة على ما يسميه تحالف صنعاء بالجبهة الداخلية .
ساعات من القلق والتوتر عاشته صنعاء على وقع إعلام وتحليلات جانبت الصواب في كل رؤاها وتصوراتها للوضع الذي قد يتغير ويغير معه خارطة المشهد داخل العاصمة اليمنية، وماهي الإساعات حتى ، إنتهت فعالية المؤتمر الشعبي العام التي دعا لها أنصاره في ميدان السبعين،بخطاب رئيسه علي عبدالله صالح العقلاني والموزون، حسب قول مراقبين.
وفي الوقت الذي عادت جماهير الحزب أدراجها منقسمة حول ،جدوى الاحتفالية ورسائل تضمنها خطاب الرئيس السابق”صالح” وأخرى لم يتضمنها ، حتى بدأت معالم الخطاب الاعلامي الخليجي تتغير ،وتنقلب على “صالح” وحزبه ،وكأن ما بعد خطاب صالح لن يكون كما قبله.
وخلص “الصباح اليمني” بعد متابعة الخطاب الاعلامي الخليجي قبل وبعد فعالية الخميس ، الى وجود ربما وعود قطعها”صالح” لبعض دول التحالف ،بموقف مغاير للمؤتمر الشعبي العام تجاه شريكه في تحالف مجابهة العدوان جماعة”أنصار الله”الحوثية،وبمعنى أدق الانقلاب عليه ، وتبني رؤية ومبادرة سلام تقدم بها البرلمان اليمني ،والذي يستحوذ فيه “صالح” على غالبية مقاعده ، والتي رفضها الحوثي ،فكانت الثغرة التي حاولت دول التحالف ان تمرق من خلالها ، لإسقاط العاصمة من الداخل بعد فشلها في تحقيق أي خرق اليها من الخارج منذ مارس 2015م.
وتقضي رؤية البرلمان بتسليم ميناء الحدية ومطار صنعاء الدولي الى الامم المتحدة لادارته.
وبالعودة الى تعاطي الاعلام الخليجي تحديداً مع فعالية المؤتمر الجماهيرية فقد ، حرصت قنوات الاعلام السعودي والاماراتي قبيل خطابه المقتضب على تخفيف لغة النقد لحليف الحوثيين”صالح”وحزبه وتبرر له مواقفه فيما قبل الخميس ، وتفتح له قنوات للتواصل وإيجاد شراكة جديدة مع خصوم الامس في التحالف لاسيما السعودية وشرعية هادي ومن معه في الرياض.
هذا التعاطي الرقيق مع صالح ولمسه “الصباح اليمني” في قنوات (العربية والحدث وسكاي نيوز) صباح هذا اليوم،حتى أن ضيف قناة الحدث “نجيب غلاب”رئيس منتدى الجزيرة العربية للدراسات الاستراتيجية طالب التحالف العربي بقيادة السعودية والرئيس هادي فتح قنوات التواصل مع صالح باعتباره فرس الرهان الاخير ووصفه بالمخلص لليمن وللتحالف من المأزق الذي حُشروا فيه،واضاعوا دروب النجاة منه.
كما أن تعاطي الحدث والعربية بهذه اللغة مع “صالح”قبيل الخطاب ،أوحى لكثير من المتابعين والمراقبين أن الخطاب الذي سيلقيه صالح في السبعين ،ربما هو البيان رقم 1 واعلان فك ارتباطه من حليفه المترقب بدوره ،لما ستسفر عنه ساعات الخميس الاولى ، بعد فترة تصعيد وتصعيد مضاد ، الامر الذي أوهم التحالف ومعه إعلامه ومحللوه بانهيار سد الجبهة الداخلية، وتفكيكها حسب مخطط مدروس سلفاً، وهو ما جاء مغايراً لواقع الحال، وحقيقة تماسك الحليفين،وأن كان تماسكاً مؤقتاً،حسب البعض.
كما أن قنوات الخليج واكبت الحدث المرتقب بالكثير من الاهتمام والمتابعة وإن لم تنقل الخطاب ،حيث تصدر نشرات الاخبار في كل قنوات السعودية والامارات ، قبل أن يتم تجاهل الفعالية ، ومحتوى خطاب صالح الذي وصفوه فيما بعد بالانبطاحي ، والمهزوم والضعيف،حسب قناة الحدث السعودية.
مراقبون رأوا ان توافق وتفاهمات الحليفين الحوثي وصالح ،على إقامة فعاليات الطرفين وتولي اللجنة الامنية حماية حشودهما ، قاد الى وأد مشروع وطموحات التحالف الذي روجت له حكومة أبو ظبي واقنعت حليفتها السعودية بالقبول به، فمثلت انتكاسة لأطراف التحالف ، التي كانت تمني النفس بسقوط صنعاء قريباً.
آخرون أكدوا على أن صالح بمراوغته ودهائه السياسي نسق مع حليفه الاقوى لاستدراج التحالف وأيهامه بخلافات وهمية، قيل أنها عادت على حزبه بدعم مالي سخي ، لكن الكثير من المراقبين أجمعوا ان تحركات جماعة الحوثي الاخيرة ، كان لها الدور الابرز في اسقاط رهان التحالف الاخير وتفويت الفرصة لشق الصف الداخلي الوطني – حسب قولهم- الامر الذي أجل معركة الشريكين الى وقت لاحق ، لم تتضح معالمه بعد.