يحكى ان (هند بنت مش عارف من) كانت غاية في الجمال وكانت قرشية ولسبب ما أصبحت زوجة الحجاج بن يوسف الثقفي على غير رغبة منها فهي قرشية وهو ثقفي فلا يوجد كفاءة بالنسب بحسب عادات الجاهلية الأولى ومذهب الحنابلة الآن ، ما علينا فقد بلغ أمير المؤمنين عبدالملك بن مروان الخليفة الأموي واقع الحال عبر أحد المتملقين إذ قال له يا أمير المؤمنين وقريش كيف تسمح للحجاج الثقفي ان يتفخذ هند القرشية فحينها ثارت حمية الخليفة وأرسل من ساعته كتابا الى الحجاج أن طلق هند لحظة وصولك كتابي هذا وفعلا تم له ذلك إذ سرعان ما طلقها الحجاج امتثالا لرغبات ولي الأمر حتى وان جلد ظهره وسلبه زوجته.
أصبحت هند حرة ومطلقة وسرعان ما أتاها خطاب الخليفة ليخطبوها له ووافقت بعد ان اشترطت أن الحجاج يقود جملها الذي سيحملها من العراق الى الشام حيث عش الزوجية تشاركها فيه العشرات وربما المئات من الجواري والزوجات في قصر الخليفة وتم لها ذلك فقد أصبح زوجها السابق وأميرها الحجاج أصبح جمالا يقود جملها راجلا من بلاد الرافدين الى بلاد الشام في مشهد مذل تعجز تصويره هوليود في عصرنا هذا وقد تعمدت إذلاله بعدة مواقف خلال الرحلة حتى أوصلها الى عريسها الخليفة .
السعودية هُزمت بحربها مع الحوثيين وعفاش وفقا لجميع العلوم العسكرية والمدنية والمشاهدة والاستقراء فلم تحقق هدف من أهدافها المعلنة، التي أعلنت الحرب لتحقيقها ، بل أنها أصبحت عرضة لهجمات وتوغلات الحوثيين وصواريخهم وأصبحت هي من تتمنى توقف الحرب بما يضمن لها سلامة أراضيها ومواطنيها وأضحت حالتها سيئة وحرجة لكنها حصلت على الفرج مؤخرا ، بأن عرض عليها أعدائها المنتصرون في صنعاء وحلفائها المنهزمون المرتزقة في مأرب ،أن تقوم بإعادة الجنوب إليهم بعد أن كان الجنوب هو الساحة الوحيدة التي تحقق لها فيه نصر مشرف عجزت ان تحقق مثله في البعراره والجحملية ونهم ومريس والكدة رغم ما أنفقت وقدمت.
إستجابت السعودية راغبة وراهبة وربما مكرهة مثلما استجاب الحجاج لرغبة الخليفة عبدالملك بن مروان وها هي ترسل قوات المغاوير الى عدن لمحاربة الجنوبيين وسلبهم نصرهم وإذلالهم وتحويلهم الى مهزوم بعد أن كانوا المنتصر الوحيد في مشهد معروف من مشاهد الغدر والخيانة التي تعودت عليها الشقيقة الكبرى للحليف الوفي الذي قدم خيرة الرجال وخيرة الدماء وأطهرها في حربه وتحالفه مع هذا الحليف الغدار المنهزم.
قد نكون نحن الجنوبيون ، هند لو أحسنا التصرف في الوقت بدل الضائع ومددنا خيوط تواصل مع الخلفاء في صنعاء ، وعملنا على إذلال الحجاج والنكاية به قدر إستطاعتنا حتى وان كنا خاسرين أما لو لم نحسن التصرف وركبنا على هودج الجمل في زفة خاسرة وكرة خائبة أخرى الى باب اليمن مجددا بعدما ما قدمناه من تضحيات لاتقدر بثمن فحينها نصبح واحدة من جواري هند اللاتي لا يصلحن الا للخدمة .
لنعض أصابع الندم ولنبكي كالنساء نصرا لم نحافظ عليه كالرجال
ولات ساعة الندم ،ولات حين مناص ، ويستاهل البرد من ضيع دفاه، ومن ربط الحبل الى رجله وجد من يسحبه.