الصباح اليمني_متابعات خاصة|
في خطوة تعكس العقوبات الجماعية والحصار الذي تفرضه على الشعب اليمني، أمرت الولايات المتحدة الأمريكية الأمم المتحدة ومنظماتها الإنسانية بإيقاف تقديم المساعدات الغذائية والصحية للمستفيدين في اليمن بشكل كامل.
وقالت قناة “المسيرة” التابعة لحركة “أنصارالله” إن هذا القرار جاء ضمن ضغوط أمريكية على المنظمات الدولية عقب موقف الشعب اليمني المساند والداعم للمقاومة الفلسطينية في غزة، التي تعرضت لعدوان إسرائيلي دام 11 يوما أسفر عن مقتل وجرح المئات من المدنيين.
وأضافت المسيرة أن الضغوط الأمريكية بدأت منذ يوليو الماضي، لكنها تصاعدت مؤخرا للوصول إلى إيقاف المساعدات بشكل كلي، ما يهدد حياة ملايين اليمنيين الذين يعانون من أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
ونقلت المسيرة عن مصادر خاصة قولها إن برنامج الأغذية العالمي، أحد أكبر المنظمات الإنسانية العاملة في اليمن، أعلن تعليق تدخلاته في مجال الوقاية من سوء التغذية في يوليو الماضي، وأن هناك أغذية تعرضت للتلف في مخازن البرنامج.
وأشارت المسيرة إلى أنه تم ضبط وتحريز كميات كبيرة من التغذية الخاصة بالأطفال في مخازن برنامج الغذاء في محافظة إب وقد أصبحت تالفة وغير صالحة للاستهلاك. وسبق أن أعلنت الجهات المعنية ضبطها مواد غذائية تالفة في مخازن البرنامج في مناطق أخرى.
وتعتبر الولايات المتحدة الداعم الرئيسي للتحالف الذي تقوده السعودية في حربها على اليمن منذ عام 2015، والتي أدت إلى مقتل وجرح الآلاف وتشريد الملايين وتدمير البنية التحتية والخدمات الأساسية.
وتواجه الولايات المتحدة انتقادات دولية ومحلية لدورها في تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ولتزويدها التحالف بالأسلحة والدعم اللوجستي والاستخباراتي.
وقد أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن في فبراير الماضي أنه سيوقف دعم بلاده للعمليات الهجومية للتحالف في اليمن، وأنه سيعيد تقييم علاقته مع السعودية. لكنه لم يوضح ما إذا كان ذلك يشمل توقف بيع الأسلحة أو تقديم الدعم الدفاعي.
وفي مارس الماضي، أعلنت الولايات المتحدة تخفيض مساهمتها في المساعدات الإنسانية لليمن إلى 191 مليون دولار، بعد أن كانت قد وعدت بتقديم 350 مليون دولار في عام 2020.
وقالت منظمات إنسانية إن هذا التخفيض يعني أن الولايات المتحدة تتخلى عن دورها القيادي في الاستجابة للأزمة اليمنية، ويزيد من معاناة الملايين الذين يحتاجون إلى المساعدات العاجلة.
وتحتاج اليمن إلى 3.85 مليار دولار لتغطية احتياجاتها الإنسانية في عام 2021، لكن المانحين قدموا حتى الآن 1.7 مليار دولار فقط، أي 44% من المبلغ المطلوب.
وتقول الأمم المتحدة إن نحو 16 مليون يمني، أي أكثر من نصف السكان، يعيشون في ظروف غير مأمونة غذائيا، وأن 5 ملايين منهم على شفا المجاعة.
وتحذر المنظمات الإنسانية من أن إيقاف المساعدات الغذائية والصحية عن اليمن سيؤدي إلى كارثة إنسانية لا تقبل الانتظار، ويتعين على المجتمع الدولي التدخل لإنقاذ الشعب اليمني من الجوع والمرض والموت.
خليك معنا