الصباح اليمني_خاص|
تشير تقارير وزارة الخارجية الأمريكية إلى أن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية قد زاد عدد مقاتليه أربع مرات خلال سنوات من التدخل العسكري السعودي في اليمن. وتؤكد مصادر مختلفة أن التحالف السعودي يدعم تنظيم القاعدة بشكل مباشر أو غير مباشر لإضعاف حكومة صنعاء وإقامة نظام دمية وصديق.
وفقاً لموقع “ذا كناري”، فإن تقارير وزارة الخارجية التي صدرت في يونيو/حزيران 2023، تقدر عدد مقاتلي تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية بحوالي 4000 مقاتل، بزيادة كبيرة عن عام 2014، عندما كان عددهم حوالي ألف. وفي عام 2010، كان عددهم “عدة مئات” فقط.
ويرى الموقع أن هذه الزيادة هي نتيجة للحرب التي شنها التحالف السعودي على اليمن منذ عام 2015، والتي أسفرت عن فراغ سياسي وأزمة إنسانية وأمنية. وتؤكد هذه النظرية شركة صوفان، وهي شركة استخبارات خاصة أمريكية، التي قالت إن “طفرة” نمو تنظيم القاعدة هي نتيجة مباشرة للحرب السعودية.
ولا يقتصر دور التحالف السعودي على إثارة الفوضى والخراب في اليمن، بل يشمل أيضاً دعم تنظيم القاعدة بالأسلحة والأموال والحماية. فقد كشفت وثائق لتنظيم القاعدة علاقات بين حزب الإصلاح المدعوم من السعودية وتنظيمات إرهابية أخرى مثل داعش. كما ضم التحالف إلى وفده في محادثات جنيف عام 2015 أحد مجندي وممولي تنظيم القاعدة، عبد الوهاب الحميقاني، الذي صنفته الولايات المتحدة كإرهابي عالمي.
وبالإضافة إلى السعودية، فإن الغرب يشارك في دعم الحرب ضد اليمن بتقديم المساعدات العسكرية واللوجستية للتحالف. وتشمل هذه المساعدات القنابل العنقودية التي تستخدم ضد المدنيين، والمستشارين العسكريين الأمريكيين والبريطانيين الذين يعملون في مركز القيادة والسيطرة في السعودية. وقد أدى هذا التورط إلى مقتل أكثر من 3000 مدني يمني، وتشريد أكثر من مليون آخر، وتهديد أكثر من نصف البلاد بالمجاعة.
وبهذه الطريقة، يساهم التحالف السعودي وحلفاؤه في إحياء تنظيم القاعدة في اليمن، وتقوية نفوذه في المنطقة. وبدلاً من محاربة الإرهاب، يتحالفون معه لتحقيق مصالحهم السياسية والاستراتيجية. وبذلك، يخوضون حرباً ضد شعب اليمن وضد سلام المنطقة.
خليك معنا