تحاول مملكة قرن الشيطان المتهالكة صناعة انتصارات بديلة عمّا كانت تصبو إلى تحقيقه في اليمن، فأرسلت وحدات من جيشها الفرّار إلى محيط العوامية، ليثبت هناك أنه جيش كرّار، يحقق الانتصارات، ولا يفر أمام من يواجهه، كما يفعل أمام رجال اليمن أولي القوة والبأس الشديد، الذين لا تُحاكي بطولاتهم إلا الأساطير ..
إعادة الثقة إلى جيش فقد ثقته بنفسه وقيادته لا يتأتى بإغراقه في جرائم ضد مواطنيه ،الذين أقسم أن يدافع عنهم وعن حريتهم..
الجيش ( المُسَعْوَد ) لم يعد لديه أي رابط بقيادته عدا واجب تنفيذ الأمر العسكري، الذي يُلْبِسُه علماءُ الوهابية في قلوب الجنود بإهابٍ ٍ ديني، حتى ولو خالف النصّ القرآنيَّ صراحةً، وتعارض مع كلام سيد النبيين وخاتم المرسلين، وناقض كل السنن والشرائع المُنزلة والموضوعة .. طاعةً للحاكم الغاشم، على حساب طاعة الله عز وجل.
الإعلام السعودي، والإعلام النفطي، وإعلام العدوان يدوس بحذائه العسكري أدمغة المتلقي العربي في شبه الجزيرة العربية ومحيطها، ولا يعبأ بأية ردود أفعال جماهيرية على أفعاله الوحشية التي تُنطق الحجر وتحرك الجماد، بضمانة صناعة الرأي العام الموالي لجرائمه، والذي ينبئ بصناعة مجتمعات وحشية، تنذر بفناء الحضارة، نتيجة اندثار القيم والمبادئ ..
وهذا مما تتوق إليه الماسونية والصهيونية بوجههما الواحد المتمثل بدول وهيئات تحالف العدوان .. ولكن ذلك لم يعد وارداً، فالمواطن العربي لم يعد في سباته القديم، فكل وسائل العلم والإعلام أصبحت متاحة، ولم يعد هناك إلا مكابر أو صاحب مصلحة، أما الشريحة الأوسع من الشعوب العربية فقد صحت من حلمها وأبصرت الواقع بكل وقائعه وتبايناته.
المواطن السعودي لم يعد ساذجاً ، لكن معول الخوف يظل يتهدد وجوده، وهو يشاهد ( العوامية ) يُصادر وجودُها قبل جنسيتها ..
الخوف هو المُسيطر على شعب المملكة، لوقوعهم تحت سلطة أبشع نظام ديكتاتوري عرفته البشرية، نظام يبرر ما يغضب الله بأنه أمر من الله وجهاد في سبيله .. يبرر ذلك بإعلامه وعلمائه وكل وسائله ..
• العوامية ستظل وصمة عار في جبين كل صامت، وجريمة يشترك فيها كل من قال كلمة موالية للطاغية وهو يرهب الشعب بالقضاء على بعضه .. لكن الله سينتقم من الساكتين الذين يخافون الناس ولا يخافون الله ..
• العوامية جزء من شعب الجزيرة، إذا لم يألم له فسيرد مورده، وأُذَكِّر بأن من أعظم الجهاد كلمة حق في وجه سلطان جائر .. فمتى يا شعب الجزيرة العربية ستصحو، وإلى متى هذا السبات؟ ..