كشفت صحيفة “هآرتس” الاسرائيلية عن مخاوف كبيرة لدى الانظمة العربية من ان تفجر الانتفاضة الفلسطينية ثورة ربيع عربي آخر .
وأشار محلل الشؤون العربية في الصحيفة تسفي برئيل،في مقال له اليوم الى البيان الذي صدر يوم الخميس الماضي، عن الديوان الملكي السعودي واعتبر المحادثات التى أجراها الملك سلمان مع بعض زعماء العالم لخلق “نقطة تحول” أدت إلى إعادة فتح المسجد الأقصى أمام المصلين، ووصفه بأنه “محير”، مشيراً إلى أنه من المحتمل أن يكون هناك حوارا قد دار مع المسؤولين الإسرائيليين — إن لم يكن مباشرة — فمن خلال مقربين من ولي العهد السعودي الذين عُرفوا بالعلاقات مع القيادة الإسرائيلية.
ويقول الكاتب إنه قد يكون الحرم القدسي مكانا مقدسا، ولكن حل العاصفة التي استمرت حوله لمدة أسبوعين هو سياسي — وكل واحد من أبوي الأزمة يسعى جاهدا للفوز بحصة من الحل.
ويضيف أنه على ما يبدو، كان صراع السلطة على السيادة والسيطرة بين الأوقاف الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية، وهو صراع تركز على الحفاظ على الوضع الراهن — وهو أمر نشأ عن قرارات سياسية وليست دينية.
ومن ثم فإن التركيز على الأزمة يكون على أساس محورين: منع وقوع أزمة عالمية والاضطرار إلى الوصول بها إلى الأمم المتحدة؛ ووقف اشتعالها في المدن الإسلامية بالدول العربية والإسلامية. لأنه قد يؤدي إلى فقدان الأنظمة العربية السيطرة على تطور الأزمة وتهديد العلاقات الحساسة بينها وبين الجمهور.
ويشير الكاتب الى أن”الجديد في القضية الراهنة هو أن إسرائيل ليست الوحيدة التي تخشى الانتفاضة الفلسطينية. وقد عبر العديد من القادة العرب عن انزعاجهم لأن الانتفاضات، كما ثبت خلال الربيع العربي في وقت سابق من هذا العقد، مرض خطير ومعد، حيث لم تعد الانتفاضة الفلسطينية مجرد انعكاس محلي للنضال الوطني ضد الاحتلال الإسرائيلي. ويمكنها تعبئة هذا التضامن الضخم الذي من شأنه أن يضع الأنظمة العربية في مواجهة عنيفة مع شعبها”.
ويقول الكاتب الإسرائيلي إن “حق الدول العربية في الحديث عن القضية الفلسطينية بشكل عام، والأقصى بشكل خاص، يعتمد بشكل أساسي على مكانتها في منطقة الشرق الأوسط. على سبيل المثال، يمكن لرئيس تركيا، رجب طيب أردوغان، أن يلعن إسرائيل بقدر ما يحلو له، ويدعو المسلمين في العالم للقدوم إلى القدس لإثبات انتمائهم إلى المسلمين، واتهام إسرائيل بالرغبة في تولي الموقع المقدس. ولكن من الناحية العملية، فإن وزنه ووضعه في التأثير على السلطة الفلسطينية أو الزعماء الدينيين في الضفة الغربية، ناهيك عن إسرائيل، هو لا شيء”.
ويضيف أن “اتصالات تركيا مع حماس، وانحيازها مع قطر في الأزمة مع المملكة العربية السعودية، ومقاطعتها لمصر، وعلاقاتها مع إيران تترك أردوغان بميكروفون في يده ولكن لا صوت سياسي حقيقي. زار أردوغان المملكة العربية السعودية هذا الأسبوع للحفاظ على علاقاته مع الملك سلمان وعرض الوساطة بين السعودية وقطر، ولكن دون نجاح كبير”.