الصباح اليمني_مساحة حرة|
يهل علينا شهر رمضان الفضيل.. شهر القرآن والفرقان شهر فيه تصفد الشياطين ومردة الجن, وتفتح فيه أبواب الجنان تكريماً وتعظيماً ورحمة لعباده المؤمنين..
فالقرآن ورمضان متلازمان, لأنه شهر مبارك فيه نزل القرآن مصداقاً لقوله تبارك وتعالى” شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن..” البقرة -185.. والصيام والقرآن يشفعان لصاحبهما, يقول عليه وآله الصلاة والسلام:” الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة, يقول الصيام : أي ربي منعته الطعام والشهوة, فشفعني فيه, ويقول القرآن : منعته النوم بالليل, فشفعني فيه, قال: فيشفعان”.. فالصوم يبعد الصائم عن النار ويدخله الجنة, كما جاء في الحديث النبوي الشريف: عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله, دلني على عمل أدخل به الجنة, قال: “عليك بالصوم, لا مثل له”..
فرمضان ليس الإمساك عن الطعام والشراب والشهوة فقط, بل شهر حفظ الجوارح, وجبر الخواطر, ومواساة الفقراء واليتامى والمساكين والأرامل.. كما جاء في الحديث النبوي الشريف:” أتدرون ما حق الإخاء..؟! قال: عرفني, قال: تكون أحق بدينارك ودرهمك مني.. قال: لم أبلغ هذه المنزلة بعد, قال: فأذهب عني”..
إذا وصل العبد المسلم إلى هذه المنزلة السامية بأن يكون عوناً وجابراً لأخيه المسلم يقضي حاجته, ويؤثره على نفسه, ويكف لسانه عنه إلا بخير أو عمل صالح, ولا يمادي ولا يداهن في الكلام..
فحفظ اللسان والتمسك بالأخلاق السامية ومكارم الإحسان, في هذا الشهر المبارك من شيم المؤمنين الصالحين, وما من شيء في الميزان أثقل من حسن الخلق.. وجاء في الحديث النبوي الشريف:” أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم أخلاقاً”.. وقال أحد الصالحين المؤمن لا يقاس بكثرة صلاته وصيامه وإنما بحسن خلقه.. وسئل عليه وآله الصلاة والسلام عن اي الأعمال أفضل؟! فقال :”حسن الخلق” .. وسئل أي الأعمال تدخل الجنة, فقال :” تقوى الله , وحسن الخلق”..
وجاء في الأثر النبوي أن افعال الخير والبر والإحسان في رمضان وخاصة الصدقات والانفاق في سبيل الله, “أفضل الصدقات صدقة في رمضان” كما جاء في الحديث .. وكان عليه وآله الصلاة والسلام أجود الناس بالخير, وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل عليه السلام.. ومن سنن الصوم تعجيل الإفطار لقوله عليه وآله الصلاة والسلام:” لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر”.. وكان رسولنا الكريم – صلى الله عليه وآله وسلم – يستحب ان يفطر على وتر: ثلاث أو خمس أو سبع تمرات, أو حسوات من ماء.. وكذلك من سنن الصوم الدعاء عند الإفطار إذا كان يقول عليه وآله الصلاة والسلام عند فطره: ” اللهم لك صمنا, وعلى رزقك أفطرنا, فتقبل منا, إنك أنت السميع العليم”.. ومن فضائل الصوم أكله السحور, لقوله عليه وآله الصلاة والسلام :” تسحروا فإن في السحور بركة”.. ويكفي هذا الشهر شرفاً وتعظيماً كما جاء في الحديث النبوي الشريف:” أوله رحمة, وأوسطه مغفرة, وآخره عتق من النار”.. فهو شهر الصيام والقيام والقرآن وفيه تتنزل النفحات والرحمات والبركات من السماء, فهنيئاً للصائمين والصائمات..
صفوة القول:
لو يعلم العباد ما في رمضان من فضائل وبركات ورحمات ونفحات لتمنوا السنة كلها رمضان, وكما جاء عن الصادق المصدوق عليه وآله الصلاة والسلام :” أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم.. شهر فيه ليلة خير من ألف شهر جعل الله صيامه فريضة, وقيام ليله تطوعاً, من تقرب فيه بخصلة من الخير, كان كمن أدى فريضة فيما سواه.. وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار..”.
فللصيام منزلة عظيمة عند الله فلو كان على الصائم ذنوب كزبد البحر لغفر الله له بسبب فضل شهر رمضان المبارك وصدق عليه وآله الصلاة والسلام القائل: “من صام رمضان ايماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه”..
وقال عليه الصلاة والسلام : “رمضان مكفرات لما بينهن اذا اجتنب الكبائر, وأن في الجنة باباً يقال له: الريان لا يدخل منه إلا الصائمون يوم القيامة تشريفاً وإكراماً لهم من الله فإذا دخل آخرهم أغلق ومن دخل وشرب من نهره لا يظمأ بعده أبداً”.
خلاصة الخلاصة:
جاء في الأثر النبوي الشريف أن لكل ليلة من ليالي شهر رمضان المبارك عتقاء من النار وأن لكل مسلم صائم دعوة يدعو بها فيستجاب له.. فالبدار, البدار قبل فوات الأوان قبل ان تقول نفس: يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزاً عظيماً.. “فالصيام جنة يستجن بها العبد من النار” كما جاء في الحديث النبوي الشريف..
حصنوا أجسادكم وجوارحكم بالصيام والقيام وتلاوة القرآن تفوزوا برضوان الله ونعيمه دنيا وآخرة…
خليك معناالمصدر: سبتمبر نت