“رأيت جيوشا.. ولا من جيوش.. رأيت فتوحا.. ولا من فتوح ..
وتابعت كل الحروب على شاشة التلفزة .. فقتلى على شاشة التلفزة وجرحى على شاشة التلفزة ونصر من الله يأتي الين .. على شاشة التلفزة”
ظلت هذه الكلمات ترن في رأسي وانا اتابع الكم الهائل من الاكاذيب و الخزعبلات المنتشرة على طول وعرض السوشال ميديا ووسائل الاعلام العربية {أضحت الاولى خزان الثانية وملازمة لها} بعد “تفشي” هاشتاغ بعنوان “الملك سلمان يفتح أبواب الاقصى”.
لست ادري لماذا خطرت ببالي تلك الابيات بالذات لقصيدة نزار قباني الشهيرة التي تحمل عنوانا مستفزا “متى يعلنون وفاة العرب ؟ ” ,لكن الامانة تقتضي منا ان نصرخ بأعلى صوت ضد ما يحدث اليوم من تزوير وتدليس في واضحة النهار وتحديدا حين يتعلق الامر “بالامل الوحيد ” المتبقي لنا والذي يحفظ كرامتنا وعزتنا وماء وجهنا في ظل بطولات المرابطين والمرابطات .
كان من المنطقي ان نكتب العكس لاننا المطالبون بأن “نصونه ” ونحميه لكنه وفي زمن العهر والخيانة الذي نعيشه لا مكان للاستغراب والاية منقلبة تماما والاصداء القادمة من القدس تمنحنا جرعات اضافية لمواصلة الطريق ضد المسيطرين على الفضاء والهواء والحاملين لنفس “الشعار ” بنية الخداع والمكر واستكمال مخططات التصفية التي استهلوها منذ عقود طويلة .
لم يتذكر الاعلام السعودي والخليجي بصفة عامة اهل القدس الا بعد ان نشر احد المنابر المقربة من دوائر صنع القرار السعودية {اسف لاعادة كتابة هذه المفردات لان اضحت نذير شؤم على رجال الاعلام السعوديين واسالوا جمال خاشقجي الذي يدفع تلك الضريبة الان } ذلك الخبر “الخيالي ” عن تدخل العاهل السعودي لفتح أبواب الاقصى .
وطبعا كانت “الجيوش الالكترونية ” متأهبة لاستكمال الخطوة التالية التي اعدت وطبخت على نار هادئة ثم انطلق “حفلة الكذب ” تحت عناوين عريضة وهنا كان من العادي ان تنخرط وسائل الاعلام التقليدية في استلام “المشعل ” والتطبيل والتزمير على نفس الوتر وكأننا في حضرة “الناصر صلاح الدين ” الذي عاد الينا من جديد بثوب سعودي .
في نفس السياق وكي “ينفضح ” أمر “الوطنيين الجدد ” الذين سيرهم وسخرهم الله “لنصرة هذه الامة ” كان الكثيرون “مكلفون ” {حسب الاوامر طبعا } باستهداف الخصم القطري وعقد مقارنات معهم فيما يخص “نصرة القضية الفلسطينية ” ,فعلى ما يدل هذا اذن ؟ ولماذا في هذه الظرفية بالضبط “يتذكر ” السعوديون ان هناك قضية بهذا الاسم وان الاقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين ؟
من يعاين تلك “الحملة ” سيستنتج بمنتهى البساطة ان جانبا كبيرا منها مخصص لمهاجمة قطر التي تدعي هي الاخرى نفس الدور وتوظف “ورقتها الرابحة ” {حتى الامس القريب } واعني قناة “الجزيرة ” قبل ان تستنسخ وتستولي على عشرات المنابر الاخرى و “توظف ” أغلب الاعلاميين والكتاب الحاليين المعروفين على الساحة {هذه حقيقة يعرفها القاصي والداني } .
لتكون الخلاصة التي ستبقى “راسخة ” لدى ملايين الاحرار في الوطن العربي ان لا السعودية ولا قطر ولا غيرها يمكن لهما الركوب على التضحيات الجسام للشعب الفلسطيني المغوار ,وشخصيا اقولها واكررها كلمة واحدة من شخص مثل الحاج غالب داوود دارويش الشيخ المرابط امام المسجد الاقصى والذي اصيب أكثر من مرة وعجزت قوات الاحتلال عن النيل منه لا توازي كل جحافل الاعلام العربية من المحيط الى الخليج..
طبعا الحاج غالب لا يعرفه الكثير من العرب {لان اعلامهم منشغل بحفلات الصيف وبرامج المجون والخلاعة المعروفة التمويل والدعم وبسخاء } لانه مواطن عادي يقوم بواجبه بعيدا عن البهرجة والوسوم المزيفة المنمقة الكاذبة..