في الوقت الذي كثر فيه السؤال ،عن اسباب عزل ولي العهد السعودي السابق الأمير محمد بن نايف ،من منصبه الشهر الماضي ،جاء تقرير نشرته وكالة”رويترز”ليجيب عن هذا السؤال ،لكن الجواب كان كما أُريد له -حسب مراقبون- ان يكون كذلك ،فالضغوطات التي تمارس على الملك السعودي سلمان وابنه ولي العهد الجديد محمد، لمعرفة مصير الامير المعزول ،استوجب حبك رواية مقنعة للرأي العام السعودي ولو بتشويه صورة أمير تولى أعلى مناصب بالمملكة بعد الملك،حسب قولهم.
تقرير”رويترز”،نقل عن مصدر رفيع المستوى قريب من العائلة الحاكمة لم يسميه،أن الامير بن نايف مدمن مخدرات كبير لاصناف مختلفة أهمها المورفين والكوكايين ،وهو ما استدعى قراراً لعزله من منصبه .
واضاف المصدر لرويترز “إن عزل محمد بن نايف كان بقرار من الملك وهيئة البيعة التي تضم 34 عضوا من كبار الأمراء بعد ان عانى الأمير محمد بن نايف من تعاطي مواد مخدرة لسنوات منذ عهد العاهل الراحل الملك عبد الله، مشيرا إلى أن وزير الداخلية وولي العهد السابق لم يدمن فقط المسكنات القوية مثل المورفين، والتي يعود تعاطيه لها إلى أيام محاولة تنظيم القاعدة اغتياله عام 2009، بل أدمن أيضا الكوكايين.
وأشار المصدر الى أن حالة الإدمان زادت حدة بعد أن أصبح الأمير محمد بن نايف وليا للعهد عام 2015 حتى أن الأمر بات ملحوظا ومحرجا لمن حوله في الاجتماعات الرسمية واجتماعات القمة والأمريكية الاسلامية العربية الاخيرة التي ظهر فيها نائما، مؤكدا ان مصلحة البلد هي ما استدعى هذا القرار.
ونفى المصدر وضع الأمير محمد بن نايف تحت إقامة جبرية أو منعه من استقبال زائرين أو استبدال حرسه الشخصي بحرس جديد.
متابعون للشأن السعودي ، إستهجنوا هذه التهمة التي عمدت ولي العهد للترويج لها وتسريبها ،من أجل إزالة اللغط في موضوع الانقلاب الذي قاده بن سلمان للاقتراب من سدة العرش السعودي،مؤكدين أن تشويه صورة محمد بن نايف تهدف لحرف الانظار عن الواصل الجديد الى ولاية العهد والقرارات التي ينوي إتخاذها لترتيب وضعه الجديد والقضاء على اي ممانعة أو رفض داخل الاسرة الحاكمة.
ويضيف أخرون ان تلفيق تهمة ادمان المخدرات لولي العهد السابق ، وان كانت حقيقة،فأن اللجوء الى نشر هكذا خبر يعني ان هناك رفض داخل الاسرة السعودية لقرارات الملك ،لعزل بن نايف ووضعه تحت الاقامة الجبرية، مضيفين بان الهدف من وراء ذلك هو قطع الطريق أمام المطالبين برفع الاقامة الجبرية عن ولي العهد السابق ،بحجة ان الاخير يخضع لحصص علاج قد تكون طويلة.
المتابعون يروا ان توقيت خروج وتسريب الاشاعة من الديوان الملكي السعودي ترشح اقتراب بن سلمان من سدة الحكم ،وانها مجرد ايام لاعلان تنحية الملك العجوز ،وتنصيب الابن الشاب على كرسي السلطة، وهوما يتماشى مع تنبؤات المغرد السعودي الشهير “مجتهد” عن اقتراب الاعلان عن تولي محمد بن سلمان دقة الحكم في السعودية،ولكن بعد القضاء على كل مصدر قد يهدد “الامير الملك”وتعيين الموالين له في كل مفاصل الدولة السعودية