الصباح اليمني | ترجمة خاصة |
” وكأنه يوم القيامة”. هذا هو وصف أحد سكان مدينة المخا، متحدثا إلى منظمة العفو الدولية، عن الغارة الجوية للتحالف التي استهدفت الأبرياء المدنيين في مخيم للنازحين أسفرت عن مقتل عشرات المدنيين حيث تناثرت الجثث والرؤوس اجتاحتها النار والرماد”.
من الواضح ان مذبحة ذلك اليوم في يوليو 2015، تكررت وتضخمت على مدى 28 شهرا وقد دمرت السعودية اليمن في عمليات القصف الجوي بمساعدة من الولايات المتحدة، ولا يوجد سبب لذلك القصف ولا في الكتاب المقدس.
ما حجم المساءلة التي يمكن توقعها للمذابح الغير انسانية في اليمن؟ لم تغطي وسائل الإعلام الأمريكية عموما الصراع في العمق، بالرغم من الازمة الانسانية الساحقة وجرائم الحرب الصارخة التي يرتكبها التحالف بقيادة السعودية والامارات العربية المتحدة.
ومن الغريب أن هناك اهتمام إعلامي أكبر بالأزمة الإنسانية -كالمجاعة وتفشي الكوليرا -أكثر من الصراع نفسه، بما في ذلك مشاركة الولايات المتحدة المخزية في هذه المجزرة لحياة الملايين من الأبرياء.
كل الأطراف في هذا الصراع ارتكبوا جرائم حرب بشكل روتيني. وقد قصف التحالف بدعم لوجستي أمريكي وذخائر أمريكية الصنع المستشفيات والمدارس والمنازل والأسواق، دون أي اعتبار لغير المقاتلين.
كما قدمت الأمم المتحدة أدلة على أن الحوثيين وحلفائهم استهدفوا المدنيين وأوقفوا عنهم من الغذاء والرعاية الطبية. كما ان داعش هو أيضا في هذا المزيج الهستيري في مهاجمة الجميع.
يبدوا ان الحرب أفضل عندما يتناسب مع سرد أخلاقي سهل بتحديد الرجال الطيبين والأشرار والقتال على قضية ما. لكن جنون الحرب في اليمن ينفي كل تلك الروايات، وهذا واضح بشكل مؤلم في اليمن.
الولايات المتحدة ليس من شانها النشاط التجاري، وكل ناخب وكل دافعي الضرائب الصامتين عن هذه الحرب متواطئين. وليس من شأنها تزويد الطائرات بالوقود لتقصف اليمن بالقنابل،
ليس من شأنها قصف الأسر بالذخائر، ولا يوجد أي مبرر لمواصلة بيع الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية عندما نعرف ماذا يفعلون بها. ولن يبقى المواطنون صامتين حول هذا الموضوع.
هذه الأخلاقيات الزائفة بدأت في عهد حكومة الرئيس أوباما، وزاد الرئيس ترامب مرور الأسلحة إلى أصدقائنا السعوديين.
بغرابة، استجابت الولايات المتحدة بسخاء للمساعدات الإنسانية، ولكن لم يكن هناك حساب للسياسة التي سمحت للأزمة ان تنشأ في المقام الأول، والتي أسفرت عن مقتل الآلاف من المدنيين، وتشريد الملايين، وإطلاق العنان للمجاعة والأوبئة القاتلة في حين أن حلفائنا يعمدون منع المساعدات الإنسانية إلى ما يقرب من 20 مليون شخص في حاجة إليها.
في الأسبوع الماضي، أصدر مجلس النواب قانون تفويض الدفاع الوطني الذي من شأنه أن يضع بعض القيود على مشاركة الولايات المتحدة في اليمن.
ومع ذلك، لا يوجد أي مؤشر على أن “يوم الحساب” يلوح في الأفق بالنسبة لأولئك الذين ساعدوا وحرضوا على جرائم الحرب.