| بقلم: الواد سومانو*|
حقا أن مسالة سفر الرئيس المتكررة باتت امرا محيرا ، وفاقت الوصف ، لقد تكرر سفر البشير بصورة مفرطة حتى نافس كباتن الطيران في عدد الرحلات .انا و ان كنت لا املك احصاء دقيقا لعدد الرحلات التي قام بها منذ العام الفائت الا ان بعضكم قد يملك احصاءا دقيقا لعدد هذه الرحلات.
الرحلات المتكررة لعمر البشير تحكي اولا الحالة النفسية التي يعيشها بسبب انه مطلوب للعدالة الدولية ، اضافة الى وصول دولته الى الانهيار الاقتصادي و فشله الذريع في ادارة البلاد كاسوأ قائد في تاريخ السودان القديم و الحديث، و خوفه من انفجار الوضع الداخلي في اي وقت ، و تسليمه للعدالة الدولية او المحلية ، كل هذا جعله يعيش في حالة من الرعب و الزعر و الهلع ، فهو بسبب ما اقترف من جرائم في حق شعبه كسرقة المال العام و سلب حقهم في العلاج و التعليم و تدمير مشاريعهم القومية لصالح بقاءه في السلطة ، فضلا عن ابادة و تشريد الالاف من الابرياء في دارفور و غيرها.
لهذا فان الرجل الان يذيقه الله عذاب الدنيا قبل الاخرة، فهو في حالة قلق و توتر و زعر دايم و لا اظنه ينوم ليلة هانئا.
حاصرته المصائب من كل حدب و صوب ، حروبات في كل اتجاه، مطالبة من المحكمة الجنائية ، انهيار اقتصادي ، عقوبات اقتصادية ، موقف محرج في أزمة الخليج الاخيرة. هشاشة الوضع الداخلي و هوس الخوف من الحراك الشعبي.
كل هذه المصائب و غيرها جعلت الرئيس يعيش حالة نفسية سيئة للغاية يعبر عنها بالاسفار الداخلية و الخارجية. وبعض التصريحات العنترية و ادعاء البطولة.
هكذا اذاقه الله لباس الخوف بمثل ما اذاق شعبه من ويلات و ظلم الذي ظلمات يوم القيامة. هذا عذاب الدنيا و لعذاب الاخرة اشد لو كان البشير و جماعته يعلمون.
الجانب الاخر لهذه الرحلات يتمثل في تغطية العجز في الميزانية ، حيث ان البشير بسياساته و ممارساته الرعناء جعل البلاد بلا مصادر و وصلت فعلا الى حافة الانهيار و التي لا يصلح فيها اي اصلاح خلاف ذهابه هو و صحبه غير ماسوف عليهم.
هذا الانهيار الاقتصادي جعل البشير عبارة عن متسول بين دول الخليج ، و متأرجحا بين معسكر وآخر حسب المصلحة و متقلبا في مبادئه نتيجة الجهل التام بالسياسة وادارة البلاد بالهاشمية و العنترية.
واضح ان زيارة البشير المرتقبة الى الامارات والسعودية هي بقصد الارتزاق بزيادة عدد الجنود السودايين و بالتالي ضخ مزيد من الدولارات في الخزينه الخاوية. فانظروا الى الحد الذي اوصلنا السيد الرئيس من افلاس وفقدان لهيبة الدولة.
الاخوة في النضال واضح جدا ان الضغوط تؤثر في هؤلاء اللصوض و اقول اي حراك ضد هذه الحكومة يفعل فيهم الكثير، فليكن حراكمم مستمرا ضدهم حتى تاتي لحظة الانقضاض التي هي آتية لا محالة.
-
كاتب سوداني