الصباح اليمني_مساحة حرة|
تقبلنا لرمزية المُلهم والاسطورة في الرياضة لا تتطابق مع ظرف الحياة لدينا نحن العرب خاصة نحن اليمنيين، لأنها رمزية ليس لها قيمة فيما نعانيه فتحل المشاكل.
طيب، من قال أن الأسطورة مثلا ميسي- رونالندو تمكنوا من حل مشاكل بلدانهم؟
لا أحد. لكن صناعة الرموز والاساطير الرياضية لدى الغرب تمنحهم التسلية بوصفها المعنى الجوهري للحياة، والهروب نحو مزيد من إمتاع الفرد ورفاهيته. والتسلية والامتاع لا تقتصر بكونها رغبة لدى الانسان الغربي ولكنها إحدى التجليات الجوهرية للحداثة.
يمكن إلتماس هذا من الكتاب الشهير “الحداثة المائعة”، بوصفها خلقت حالة من عدم اليقين لدى الفرد وبالتالي إغراقه في التسلية والامتاع للهروب من سؤال عن المعنى من الحياة.
والحداثة في نشأتها، تعبير عن كل ما يقابل حقبة السلطة الدينية في أوروبا، فتميزت بالعلم التجريبي مقابل اللاهوت الكنسي والفردية مقابل الأسرة والليبرالية مقابل الايدلوجيا والألوان المتعددة مقابل اللون الواحد، وحرية القول والفعل بلا قيود مقابل ما اتفق على أنها فطرة إنسانية.
ولأن مجتمعاتهم لها نمط ثقافي مختلف فصناعة الأسطورة في الرياضة وتحوله لمُلهم لها معنى وقيمة في تسوية مشاكلهم النفسية، بعد تسوية مشاكلهم المعيشية، أما نحن فالأسطورة والملهم الرياضي ليس له قيمة، وتفاعلنا لخلق هذه الرمزية هي صناعة إمتاع وتسلية زائفتين، لأننا لم نحل المشاكل المتعلقة بأساسيات العيش للبقاء على قيد الحياة بطمأنينة، تلك التي تتعلق بالمأكل والمشرب والتعليم والصحة. لا زلنا في حالة قلق يومي لوضع اليوم التالي.
فما معنى اليقين بالنسبة لنا عن الرمزية والأسطورة والسعادة والحزن للخسارة أو الربح، ونحن في حالة قلق يومي حول كيف نعثر على أساسيات البقاء لليوم الثاني؟