إن القراءة التأملية للحالة اليمنية الراهنة وما يهدد الوطن من أخطار محدقة توجب أن نعي وندرك بأن لا غالب ولا مغلوب عندما ترتبط بالخارج وأجندته إلا اليمن ، فعلى اليمنيين الذين يراهنون على نداء الخارج أن يعودوا إلى رشدهم ويتخلوا من المراهنة على الخارج والارتباط بالقوى الدولية .
خصوصا والتدخلات الأجنبية بكافة أشكالها وأنواعها لا تخدم الوطن ولكن بالتأكيد تخدم مصلحة المتدخلين الإقليميين والدوليين ، فالمملكة وأعوانها تعتدي على اليمن منذ 26 مارس 2015م والقوى الأخرى تبحث عن مصالحها ولا تبحث عن مصالح الشعب اليمني وفي كلتي الحالتين يتصارعون في اليمن من اجل مصالحهم ولا يمكن بأي حال من الأحوال إخراج الوطن من أزمته الراهنة إلا من خلال أبنائه المخلصين.
لا حل إلا بفك الارتباطات بالقوى الخارجية مهما كان شكلها أو نوعها وإصدار قانون وطني يجرم العمالة استنادا لأسس ومنطلقات جديدة توجب حشد الطاقات وتضافر الجهود كون الوطن يتسع للجميع .
وبدلا من أن تكون عاصمة العدوان أو غيرها المشكلة التي لا تمتلك الحل في اليمن والصراع المستمر لماذا لا يكون لليمن وجودها في الحوار داخل الوطن لا في جنيف ، الحوار يكون في صنعاء لا في مسقط أو الكويت انطلاقا من فهم جديد مغاير للواقع الراهن والتحديات المحيطة باليمن .
فلا يجب أن تُهزم وتُغلب اليمن ليس من القوى الخارجية التي هي اضعف من بيت العنكبوت ولكن من بعض اليمنيين أنفسهم إما بتواطئهم مع القوى الأجنبية أو بجهلهم بخطر قوى الخارج وإطماعها وخفاياها الشريرة والعدوانية في زعزعة أمن واستقرار اليمن فلا بديل لهذا الوطن الكبير إلا بوحدته وآمنه واستقراره لكي يرسم مستقبله بعيدا عن التدخلات الخارجية والوصاية الدولية على أساس أن الحوار أمر ممكن بين اليمنيين مع بعضهم البعض دون الحاجة إلى وسائط إقليمية ودولية .
لأن تلك الوسائط ثبت عبر التاريخ أنها من يؤجج الصراعات الداخلية ومن يعزز التناقضات بين أبناء الوطن الواحد ، خاصة ومن مصلحة القوى الخارجية أن يبقى اليمن ضعيفا ومنقسما لا يستطيع أن يقوم بدوره الوطني ولا يستطيع أن يحل مشاكله الداخلية حتى يشارك بفعالية في زمام قيادة الأمة المنكوبة لأن اليمن الاسم الحركي الذي تبقى الأمة العربية وهو شاهد عيان على عصر العرب المضطرب وعلى سياسة الارتهان والتبعية التي أضرت بالإسلام والمسلمين .
لذلك، فأن المراهنة كل المراهنة بألا بديل لليمن إلا اليمن ولا بديل للحوار إلا الحوار ولكن داخل الوطن لا خارجه ومن أجل الوطن لكي يتم إنهاء حالتي العدوان والحرب وإنهاء حالة التشظي السياسي والمكايدات والأحقاد والضغائن لما من شأنه أن يشمل الحوار كل أبناء البلد حتى يتمكن اليمن من إزالة آثار العدوان والخروج إلى بر الأمان بشكل أقوى وأفضل، لأن هذا البلد وجد ليستمر وينتصر رغم كيد الحاقدين والمعتدين ، وهو ما يتطلب بالتأكيد حوارا وطنيا داخليا مسؤولا وبناء بدلا من مفاوضات عبثية أكانت في جنيف أو الكويت أو غيرهما.