الصباح اليمني| ترجمة خاصة|
كانت إدارة أوباما تسرب أحيانا للصحفيين “إحباطها” من تصرفات المملكة العربية السعودية. لكن هذا الإحباط لم يبطئ من وتيرة التعاون الأميركي أو عرقلة العلاقات الأمريكية السعودية. وتبدو الحرب بشكل متزايد وسيلة للولايات المتحدة للاعتذار للسعوديين من بسبب الاتفاق النووي مع إيران .
على الرغم من الآمال بأن الرئيس ترامب سوف يسحب تدخل أمريكا من الساحة العالمية، ويحصن السياسة الخارجية لأمريكا الا انه أعطى المزيد من السلطة لجنرالاته وزاد من معدل التدخل في العالم.
وخلال الفترة الماضية لا توجد سياسة أكثر كارثية في العالم كما هي في اليمن حيث دعمت الولايات المتحدة الحملة الصليبية السعودية لإعادة السني عبد ربه منصور هادي الى السلطة. حيث يقول السعوديون أنهم لا يستطيعون تقبل اليمن وهي تحت سيطرة الحوثيين أتباع الطائفة الزيدية الشيعية، الذين رفعوا مطالبهم للحكومة و استبعدتهم من السلطة. إنها حرب أهلية أخرى، مثل سوريا، تسعى فيها الولايات المتحدة للمساعدة على الإطاحة بحكومة الحوثيين، دون النظر الى التنظيمات الإرهابية مثل القاعدة التي ستستفيد من فراغ السلطة.
على مدى أكثر من عامين، قدمت الولايات المتحدة دعما لوجستيا و استخباراتيا دقيقا للسعوديين. وفي وقت متأخر من ولاية أوباما، تم وضع عدد صغير من قوات العمليات الخاصة على الأرض في اليمن، بينما عمل ترامب على زيادة وتيرة القصف بشكل ملحوظ في مارس من هذا العام،
وقد قصفت السعودية بشكل عشوائي المستشفيات ومرافق إنتاج الأغذية جنبا إلى جنب مع استخدام القنابل العنقودية التي توفرها الولايات المتحدة. بينما الحوثيون لازالوا الى الان راسخين بقوة في أماكن سيطرتهم، وقد وصلت المعركة إلى طريق مسدود.
الحكومة اليمنية التي يقودها الحوثيون لا تهدد الولايات المتحدة و التهديد الوحيد ضد الولايات المتحدة التي يمكن ان يكون أكثر من أي وقت مضى هو انهيار السلطة وإنشاء معسكرات تدريب للقاعدة ، ففي الماضي كنا قادرين على مضايقة هذه التنظيمات جنبا الى جنب مع سلسلة من الحكومات اليمنية المختلفة. ولكن في فوضى هذا الصراع، تتزايد أعداد القاعدة في اليمن.
إنه صراع تكلفته بشرية انهارت فيه كل المعاني الاخلاقية لتبرير العمل الأمريكي في الشرق الأوسط. فقد تشرد الملايين من اليمنيين بسبب هذه الحرب، وقد أدى الحصار السعودي إلى أسوأ مجاعة في العالم، وظروف المجاعة أدت إلى أسوأ تفشي لوباء الكوليرا على مدى عقود، وأصيب نحو 000 300 شخص بالمرض.
هذه الحرب تكذب الخطاب الأخلاقي للسياسة الخارجية الأمريكية في كل مكان تقريبا. نحن من المفترض أن نكون مصدومين لان حكومة بوتين تدعم “جزار” مثل الأسد، بينما في ذات الوقت نساعد السعودية على قصف المستشفيات ونؤثر على سياسة الاستنزاف من خلال المجاعة في واحدة من أفقر البلدان على وجه الأرض؟ الحروب لها تكاليف أخلاقية حقيقية، وتلك الموجودة في اليمن تكاليفها باهظة بشكل خاص.
الولايات المتحدة لديها تأثير جوهري على المملكة العربية السعودية، ويجب أن تستخدمها لإقناع السعوديين بتخفيف قبضتهم على اليمن والبدء في إنهاء هذا الصراع. حيث تلقى ترامب ترحيبا حارا في المملكة العربية السعودية، وصورته مصقولة في كل مكان، لكن السعودية مصدر للصراع في كل مكان تقريبا. إن ترويجهم للأيديولوجية الوهابية والتمويل السخي لرجال الدين المتطرفين في جميع أنحاء العالم يؤدي إلى الإرهاب والنكسة في جميع أنحاء العالم، من العراق، إلى ليبيا، إلى الهند وأوروبا. فماذا سنحصد من هذه الحرب المشينة في اليمن؟
National Review
خليك معنا