الصباح اليمني_استطلاع
في أجواء احتفالية، توجه الالاف من أهالي العاصمة صنعاء بشكل منفصل إلى رابية جبل عصر المطلة على المدينة المتزينة بالأضواء الخضراء والمناظر الزاهية عشية المولد النبوي المبارك.
في الطريق إلى مرتفعات جبل عصر الواقعة غرب العاصمة والتي تحولت إلى مزارا للأهالي طيلة أيام المولد النبوي الكريم، تتقاطع العشرات من مواكب السيارات المزينة بشعارات المناسبة في مشهد كرنفالي مهيب.
من الرابية الأولى للجبل بعد شارع الستين إلى قمته، ركنت الأسر اليمنية التي صعدت بكامل أفرادها من أطفال ونساء وشيوخ سياراتها جانبا، وافترشت شعاب الجبل ومدرجاته فيما فضل بعضهم السير على قدميه مسافات معينة لأخذ صور تذكارية من أكثر من زاوية مطلة على عاصمتهم الجميلة والتي بدت “الليلة أكثر جمالا من أي وقت أخر” بحسب الشابة اليمنية الاء في حديثها لـ”الصباح اليمني”.
وتضيف، “أضفت مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ألقا كبيرا على المدينة على الرغم من بساطة تلك الطقوس وتواضعها.
من المكان الذي حدثتنا فيه الآ، تبدو صنعاء كلوحة من حبات الياقوت المتناثرة، في مشهد يسحر العيون ويدهش الروح ويدل على أن عناد هذه المدينة التي تعرضت للالاف من الغارات والقنابل العنقودية والفراغية والدمار من قبل طائرات تحالف الحرب على اليمن على مدى أكثر من ثمانية أعوام قد مكنها من التعافي والخروج من مأزق الحرب التي لم تنتهي بعد في الواقع، لكن صنعاء التي تستقبل النبي الأكرم اليوم، قد رمتها مع عواصم تحالف الحرب على اليمن خلف ظهرها.
في رابية أخرى من عصر، كانت يدا منصور الأهدل وزوجته تتلمس المدينة من جنوبها إلى شمالها، كل شيء مدهش بالنسبة لمنصور العائد قبل حوالي ثمانية أشهر من دولة الهند التي مكث فيها للدراسة لأكثر من ثمانية أعوام، يقول ” صنعاء عادة جميلة لكنها اليوم ولا أجمل في هذه الليلة المباركة، اليمنيين أقوى من الظروف وهذا مشهد حي لعظمة ومقاومة هذا الشعب.
ويشير الأهدل العائد من بلاد المهجر ” كنت أتوقع عند عودتي للبلد أن كل شيء منتهي ولم أكن أتوقع أن أجد هذا المشهد، لكن اليمن تثبت دائما أنها أقوى من الظروف والوضع في صنعاء مستقر أكثر من أي منطقة أخرى زرتها بالبلد”.
الجو لطيف ورائع ومفرح بالنسبة لأسرة الحاج أحمد صالح البرعي التي صعدت للاحتفال بالمناسبة التي تعني لجميع المسلمين من مختلف مذاهبهم ومناطقهم ومشاربهم، فيما “تحمل لليمنيين الذين ناصروا النبي محمد منذ مهد رسالته إلى اليوم رمزية خاصة وقال عنهم أرق قلوبا وألين أفئدة”، بحسب الحاج أحمد الذي سخر من الأصوات التي تزعم أن السلطة في صنعاء وانصار الله يكرهون الناس على الاحتفال، بوصفهم بالأمراض، قائلا ” يستكثرون على شعبنا الذي تجرع الأمرين طيلة سبع سنوات من العدوان لحظات بسيطة من الاحتفال، نحن قدوة للعالم أهل اليمن ونحن من ناصر
وأكد الحاج البرعي الذي خدم البلد من وظيفته بالسلك العسكري لعقود، أن ” من يستكثر علينا اليوم الاحتفال بالمولد النبوي الكريم، هم تابعين للنظام السعودي الذي بالأسف يناصبنا كيمنيين العداء ولا يريد لنا الخير، استهدف بلادنا وضربها لأكثر من ثمانية أعوام على أي أساس، وإلا الان مستمر في مواصلة حصارهم على البلد”.
وأضاف، لو كان فيهم خير لهذا البلد كانوا تركوها من السبعينات تنهض وتزدهر بدلا من المؤامرات التي حيكت في طريقها، لو كانوا حاليا حريصين علينا فعلا لكانوا رفعوا الحصار واستجابوا لمطالبات الناس بصرف الرواتب لجميع الموظفين التي هي حقنا ومن ثرواتنا التي تنهب”.
ودعا البرعي الذي صعد مع أولاده واحفاده إلى عصر جميع اليمنيين إلى استلهام عظمة هذه المناسبة التي تجمع ولا تفرق وتسد ولا تشتت، لنبذ الفرقة والتشرذم وتغليب مصلحة البلد والشروع بالمصالحة بعيدا عن اجندة ورهانات السعودية التي تنظر للجميع كيمنيين لا يمكن أن ترضى عنهم أو تغفر لهم ذلك.
من جانبه تطرق نجل الحاج البرعي، أحمد إلى كون الدعاية التي كانت تحرم الاحتفال بالمولد النبوي الكريم على مافيها من بطلان وافتراء قد بدأت تخف بشكل كبير وتكاد تختفي بفضل وعي اليمنيين وتمسكهم بنبيهم.