المانيا حاضرة اوروبا ورائدة سياسة الاتحاد الاوربي الداخلية سابقا ورائدة السياستين الداخلية والخارجية له حاليا ومنذ خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الاوربي، واوروبيا تكون المانيا وهي الان في وضع المملكة المتحدة ذات ثقل لمواقفها الخارجية اكثر ثقلا حتى من المملكة المتحدة قبل مغادرتها للاتحاد لان الاخيرة لم تكن تجمع ريادة السياستين الداخلية والخارجية حينها والتي تجمعهما المانيا الاتحادية الان.
نحن في العالم العربي وفي منطقة الشرق الاوسط معنيين بالمواقف الالمانية تجاه ملفات عالمنا ومنطقتنا بصورة مباشرة ، فالموقف الالماني لم يعد موقف المانيا منفردة – على ماله من اهمية – لكنه بات موقفا يمثل اوربا تجاه ملفاتنا المختلفة ، وبات الموقف الالماني احد المواقف الحاسمة في التغيرات التي تتم في ملفاتنا واثارها تنعكس علينا بشكل مباشر.
كان وزير خارجية المانيا في السعودية قبل ايام وبالطبع فالحدث الاهم الذي طار على خلفيته الى منطقتنا هو الازمة الخليجية، وبنهاية اجتماعاته عقد مع وزير خارجية السعودية مؤتمرا صحفيا كان ملفت للنظر منذ بدايته ان الوزير الالماني ليس راض عن النتيجة التي خرج، وكان واضح ان تباين المواقف بين خصوم قطر وبين المانيا لم يتم تجاوزه، فحديث الجبير ذهب الى ملفات اخرى ولم يتحدث عن الملف الاهم والذي قدم الوزير الالماني على خلفيته الا في اخر الحديث.
ليس هذا هوفقط الملفت في ذلك المؤتمر الصحفي للوزيرين فعبارة ” نحن متفقون على ضرورة العمل على وقف تمويل الارهاب ” التي جرت على لسان الوزير السعودي كانت تعني ان موقف خصوم قطر لم يتأثر بعد المباحثات التي قام بها الوزير الالماني ، وكذلك الموقف الالماني لم يتأثر هوالاخر .
لا تقف الامور هنا فسؤال احد الصحفيين الحاضرين للمؤتمر الوزير الالماني عن ماهوالموقف الالماني من الازمة الخليجية تدخل الوزير السعودي من فوره وفرض نفسه – عمليا – للاجابة على هذا السؤال الذي هواساسا موجه للوزير الالماني من جهة وعن الموقف الالماني من الازمة الخليجية – وليس الموقف السعودي اوموقف خصوم قطر – من جهة ثانية ، وهذا التصرف يعني ان الوزير السعودي لم يكن يريد للموقف الالماني ان يخرج للاعلام الذي كان يقوم بالنقل المباشر ويتابعه الملايين بلسان الوزير الالماني لانه يعرف ان الرد الذي سيقوله الوزير الالماني ليس في ما يريده خصوم قطر ، وبالطبع لا يمكننا وصف تمرير الوزير الالماني للتطفل السعودي انه نوع من ” السذاجة ” بل كان تصرفا بمقتضيات اللياقة الدبلوماسية ، ولكنه سيكون موقفا ساذجا للغاية اذا لم تتلافى الخارجية الالمانية هذا التطفل المخل للوزير السعودي بتوضيح الموقف الالماني بلسانها لا بلسان غيرها والذي بالطبع لم يطرح جوهر الموقف الالماني من الازمة الخليجية .
كان من الملفت كذلك في مؤتمر الوزيران الالماني والسعودي وكذلك في المؤتمر الذي تبعه للوزير الالماني والوزير الاماراتي ان الترجمة لحديث الوزير الالماني كان يتم ” تشذيبها ” لتبدومنسجمة باكبر قدر ممكن مع موقف خصوم قطر ولدرجة اهمال ترجمة فقرات من ردود الوزير الالماني وهذا الامر ايضا يعزز النتيجة السابقة ان هناك عمل مصمم عند الخروج على الاعلام للتلاعب على الموقف الالماني واضهاره على غير حقيقته اولنقل عدم اضهاره بكامل حقيقته ، ومن ذلك الفقرات التي تحدث بها الوزير الالماني بحق الجميع ولكنها قدمت لملايين المتابعين للمؤتمرين انها فقط بحق قطر .
بصورة غالبة يمكن القول ان الوزير الالماني خرج بعد جولته الخليجية كما دخل وليس هناك مستجد مهم ترتب على هذه الجوله وفي كلا الاتجاهين الالماني وخصوم قطر ، لكن الامر ليس كذلك بالنسبة للموقف الالماني ابتداء فقد كان احد اهم الادوار التي حدّت من الاندفاعات المفرطة التي ابداها خصوم قطر تجاهها بداية تفجير الازمة . وهوامر يعني ان التعاطي مع جولة الوزير الالماني الخليجية كان هادف للاحتيال على الموقف الالماني الغير مرض لخصوم قطر لاخراجه للرأي العام بما يتناسب مع توجهات خصوم قطر اوبما لا يبدوتعارض مع توجهاتهم .
الوزير الالماني عند حديثه في مؤتمر جدة قال ان هذه الزيارة كانت فرصة جديدة للتعرف اكثر على تاريخ المنطقة ، وجريان هذه العبارة على لسانه تعكس قدرا كبير من المسئولية التي يتحلى بها الرجل وبالطبع هي انعكاس للمسئولية التي كانت ولا زالت تتحلى بها الدبلوماسية الالمانية ككل ، فهذا البلد هواكثر بلد يقدّر ماهي تبعات الخصومات والنزاعات والحروب على الشعوب ، وهو يبذل كل جهوده لتعزيز الاستقرار والامن اوربيا و دوليا وعلى الاقل كي لا يكون هوطرفا في اي نزاعات اوحروب جديدة ، فالتضحيات التي تحملها نتيجة للحروب التي خاضها كانت باهضة للغاية وليس اغلاها ما تخرب وانما خسارته للعقول الالمانية كانت اغلاها لانها ما استخدم من قبل اخرين لفرض سيطرة عالمية واوروبية واسعة لازال يعاني منها حتى الان ، ويكفي لادراك ذلك ان نعرف ان الصواريخ الالمانية كانت اول الصواريخ وان القنبلة النووية الالمانية كانت اول القنابل النووية وان القمر الصناعي الالماني كان اول الاقمار الصناعية وغير ذلك ولهجرة العقول الالمانية اولاختطافها برزت دول غيره وعلى حسابه .
نشاط ملحوظ للدبلوماسية وللادارة الالمانية في منطقة الشرق الاوسط وهوتطور في الاداء الخارجي الالماني طبيعي بعد مغادرة بريطانيا للاتحاد الاوربي وتحمل المانيا لدورها الخارجي فيما يتعلق بمواقف ” الاتحاد الاوربي ” ، ومع ان اتسام هذا النشاط بالمسئولية البادية الا انه يعتريه في بعض المواقف عدم الايجابية اومحدوديتها .
كنا نحن كشعوب في منطقة الشرق الاوسط وفي العالم العربي تحديدا من اكثر المستبشرين بتطور الدور الالماني في ملفاتنا وانحسار الدور البريطاني اوعلى الاقل وجود دور الماني يضاف للادوار المحورية في منطقتنا وعالمنا العربي ولهذا يكون من الجيد ان نطرح للالمانيين وجهة نظرنا بصراحه كي يكون دورها في ملفاتنا حاملا للايجابية الكاملة التي توقعناها من الدور الالماني عند البداية ، فنحن نقدر عاليا سمة المسئولية البادية على الاداء الالماني خلال الفترة الماضية كما اننا نتفهم حالات مجانبة الايجابية الذي يحصل في بعض المواقف ، وبالطبع المسئولية لا تعني قطعا الايجابية ولكن المسئولية تجعل من فقد الايجابية اذا ما حصل امر قابل للنقاش ومن ثم للاصلاح في حال الاقتناع بالملاحضات المطروحة .
حديث الوزير الالماني الذي يحمل معنى الحاجة لزيادة المعرفة بالتاريخ في المنطقة قد يكون هواحد الاسباب التي تتسبب في عدم ايجابية بعض المواقف الالمانية ، لكن يضل تسلم المانيا لملفات شديدة التعقيد ومصممة لتحقيق اهداف ” لا مسؤلة ” ورثتها عن الادارة البريطانية هوالسبب الاهم للوقوع احيانا في عدم الايجابية وهوسبب اخطر واكثر اثرا على الاداء الالماني من الحاجة التاريخية اواي عامل اخر .
سيرا على الصراحة مع الالمان يمكن القول ان اهم ميزتين تحملهما المانيا بالمقارنة بالادارة البريطانية هما ” المزاج السياسي ” الالماني الراسخ باتجاه العمل على الاستقرار ورفض المجازفة بالشعوب لفرض نتائج سياسية ، والاخرى هي ان المانيا ليست مصابة ” بجدري الصهيونية ” كما كانت المملكة المتحدة ومثلها الولايات المتحدة وحتى فرنسا كذلك ولوبدرجة اقل ، وهومرض طالما فرض على هذه الدول ان تجازف بمصلحة شعوبها وتعمل ضد مصالحها المفترضة عندما تفرض مصلحة ” الصهيونية ” ذلك عن طريق لوبياتها العميقة في هذه الدول .
ما يستخدم لتغطية التأزيم مع قطر من قبل خصومها هو” دعم وتوضيف الارهاب ” وبالطبع الموقف الالماني لم يفته ان هذه الأفة هي أفة مشتركة بين طرفي الازمة – اذا استثنينا مصر بالطبع – وكان الموقف الالماني ايجابيا وعبر ان هذا المطلب محق ويجب ان يكون بحق قطر وبحق خصومها كذلك وليس بحقها فقط . و الارهاب ليس عنوان الازمة الخليجية فقط وانما بات هوديدن الجميع واوروبا ككل التي تحل المانيا في ريادتها والمانيا ذاتها الكل يعاني من افة الارهاب بشكل خطير ومهدد جدي للحياة اينما وجد ، وتبعاته باتت واضحة انها تجر العالم بأسرة لصدام كبير وتقويض العالم على روؤس شعوبه جميعها .
بقدر حجم تهديد هذا الخطر لالمانيا ولاوروبا ولمنطقتنا وعالمنا العربي بدرجة اكثر قسوة بالطبع وللعالم باسره كذلك يجب ان تكون جدية نظرة المانيا الى الملفات التي تتعاطى معها في منطقتنا وعالمنا العربي ، ويجب ان ينطلق الاداء الالماني من ” قطيعة كاملة ” مع استخدام الارهاب لصالح فرض نتائج سياسية اي كانت واي كان المستفيد منها اوالذي يعمل عليها .
الارهاب الذي بداء العمل على صناعته في منطقتنا ولكنه استشرى ولازال يستشري في كل العالم ولالمانيا ولبلجيكا وحتى لفرنسا بريطانيا وامريكا وروسيا ليس راديكالية وليس حواث عنف وليس وقائع دموية ، انه قبل كل ذلك اداة سياسية ، وهناك دول هي من تقف كقرار سياسي واداء استخباري وراء توضيف وتنظيم الراديكالية وتنمية العنف والدموية واستخراج كل ما يمكن توضيفه لانتاج ” جماعات ارهاب ” من مدافن التاريخ اومن مدافن ” المجتمعات المحكومة بدول مستقرة لتعيده للواجهة الحاضرة والهدف هوتفريخ جماعات تؤدي ادوارا في مخططات موصلة لفرض النتائج السياسية المطلوبة لهذه الدول والمطلوبة ” للصهيونية ” بدرجة رئيسية عن طريق ارتكاب المجازر الفظيعة والحوادث العنفية المختلفة ، اي ان الراديكالية والعنف وحتى الدموية بالنسبة للارهاب هو تماما كاليورانيوم عنصر من عناصر الطبيعة لا يفعل كثيرا لكن المفاعلات هي من تحوله الى قوة تدميرية رهيبة وهذه المفاعلات التي تنتج ” الارهاب ” هي سياسات لدول متبعة في منطقتنا وعالمنا العربي ، وفي مقدمتها السياسات الامريكية وبعض الاوربية والتي كانت السياسات البريطانية في طليعتها .
الموقف الالماني تجاه الازمة الخليجية المطالب للجميع بالعمل على التوقف عن دعم الارهاب هوكاف لرسم حقيقة ان الارهاب هواداة سياسية اولا وقبل كل ما يروج من اسلام راديكالي وتطرف وعنف ودموية ، لكن لندعم النتيجة هذه بشواهد للقطع بصحتها ، فمن تصريح كوندليزا رايس وزيرة خارجية الولايات المتحدة الاسبق بان الولايات المتحدة هي من صنعت ” القاعدة ” ضمن الصراع مع الاتحاد السوفياتي وقصة ” الافغان العرب ” لم تعد خافية ، وحديث الرئيس ترامب قبل وصوله للبيت الابيض ان ادارة اوباما مسئولة عن صناعة داعش ، و عشرات الالاف من الارهابيين الاجانب الذين دخلوا الى سوريا وهي بلد محاط بدول مستقرة يصعب مرور معارض سياسي فرد عبر حدودها فكيف بعشرات الالاف من الارهابيين ، واعتراف فرنسا بالفين مواطن فرنسي توجهوا الى سوريا عبر تركيا تذرعت – قبل ان يضرب الارهاب عاصمتها – بانه ليس من حقها ان تسائل المواطنين عن وجهاتهم ، وفتح ” اسرائيل ” مستشفياتها لعلاج عناصر من الجماعات الارهابية المقاتلة في سوريا علنا ، ” وتهرب الولايات المتحدة من التوصل لتصنيف دولي للجماعات المقاتلة في سوريا ومن منها ارهابية ومن منها معارضة سياسية ” ، وغير ذلك كثير ويحتاج فقط شي من التأمل الذي يسبقه الصدق في تحديد طبيعة المشكلة المسماة ” الارهاب ” ، واكثر منه واوضح منه وما هوموثق من الاستخدام السياسي للارهاب هوما يمكن ان تحصل عليه المانيا بمجرد طلبه من روسيا التي لها اعتناء مباشر ” بالارهاب ” لاستخدامه ضدها بشكل تاريخي وكبير .
وصول هذه الحقيقة ورسوخها لدى الادارة والدبلوماسية الالمانية وان العامل الاكثر اهمية وجدوى في مواجهة الارهاب هوالعمل على احداث تغيير في السياسات المتبعة في منطقتنا وعالمنا العربي والامريكية منها والاوروبية – تحديدا البريطانية والفرنسية – بدرجة رئيسية كون سياسات حكوماتنا الفاعلة هي اخراج لتلك السياسات الامريكية والاوربية – ومن الجميل هنا ان نضع امام عين الالمان التصريح الامريكي قبل يومين بان قطر كانت تنفذ ماطلبته منها واشنطن – وبالتالي فرسوخ هذه الحقيقة ستضع المانيا امام مفترق طرق اما ان تستكمل السير على خطى الادارة البريطانية التي حلت في محلها وبالتالي لن يُقضى على الارهاب لانه ” مصنوع ” اساسا لاستخدامه لصالح السياسة وسيستمر وسيتوسع التهديد والمجازر و الدماء والتفجير والطعن واطلاق النار وحوادث الصدام ليس في منطقتنا وعالمنا وحسب وانما ايضا في اوروبا التي باتت المانيا معنية بالمساهمة في حمايتها من خلال موقع الريادة الذي حلت فيه وكل العالم بالتبعية ، اوان تبذل المانيا جهودها لتغيير السياسات المتبعة في المنطقة من تلك الدول وبذلك تسلب الارهاب اهم عنصر من عناصر وجوده وتنظيمه وتدريبه وتمويله والتسهيل له والترويج لرعبه اعلاميا وبذلك ستخدم المانيا ذاتها ودول الاتحاد الاوربي الذي تتسيد سياستها الداخلية والخارجية وتخدم اوروبا والمنطقة والعالم العربي وكل العالم ، وفي حال عجز المانيا عن التاثير في سياسات تلك الدول تجاه المنطقة فعلى الاقل ان تتخذ مواقفها هي انطلاقا من ” القطيعة التامة ” مع استخدام الارهاب لصالح السياسة وسيكون دورها مثمرا بقدر ليس بالقليل .
اعيد التحذير من ان تستكمل المانيا مشوار السياسات التي ورثت ملفاتها من الادارة البريطانية لانها ستتحول الى مستخدم للارهاب دون ان تريد هي ذلك ، وخير شاهد على ذلك الموقف الالماني تجاه استهداف المدنيين لالكيماوي بخان شيخون في سوريا ، فقد انطلقت من عاطفتها وهوامر محمود في حال وضوح الملابسات ، لكن في ضل عدم وضوح الملابسات بصورة قانونية و رسمية ومسئولة فالتعاطف يتحول الى سلبي لان موقف المانيا الذي حّمل النظام السوري مسئولية تلك الجريمة جزافا اسهم في قطع الطريق على الذهاب بالجريمة الى تحقيق شفاف محايد مسئول يحدد الفاعل بشكل يمكّن المانيا وغيرها من اتخاذ مواقف مسؤلة كاملة الايجابية تحمي المدنيين كمبداء اخلاقي وقيمي ومسئولية قانونية وبغض النظر عمن ثبتت الجريمة بحقة فكل المطلوب كان الموقف القانوني الواضح المنطلق من تحقيق نزية وعادل يحمل المسئوليات برسمية ، لكن الانطلاق من العاطفة جزافا اوقع المانيا في موقف افاد ” ” مستخدمي الارهاب ” والاستمرار في ذلك سيوقعها هي نفسها في استخدام الارهاب شأت ذلك ام لم تشاء .
الموقف الالماني تجاه الازمة الخليجية كان موقفا كامل الايجابية وكان ضد استخدام الارهاب كمبدء وليس كتفضيل بين المستخدمين ، ولعل السبب الاول في الايجابية الكاملة هذه ان الملف القطري ليس ملفا مورثا من التركة البريطانية في المنطقة فقراءة المانيا الملابسات بعينها لا بعين سياسة الادارة البريطانية وتمكنت من تكون تصور واقعي ومنطقي للازمة ومن ثم اتخذت موقفا ايجابيا واضحا ، لكن الملف اليمني هواحد الملفات الموروثة في المنطقة ومن واجب المانيا ان تقترب اكثر من تفاصيله وهي قادرة على ذلك وان تحيط بملابساته برؤية المانية خالصة ومن ثم تحدد موقفها تجاهه بدعم فرض وقف القتال والتوجه الصادق لحل سياسي لان هناك الاف المدنيين قتلوا اوجرحوا نتيجة هذه الحرب المصممة لتحقيق اهداف سياسية لاعلاقة لها بما يتم الحديث عنه في الاعلام من اهداف ، وكذلك ملايين اليمنيين معرضون للجوع وللاصابة بالكوليرا والامراض المختلفة وغير ذلك من الويلات ، اضف الى ذلك ان عدم الاستقرار المتركز بسبب هذه الحرب يمثل اخصب بيئة للارهاب للنمووالذي يبداء في منطقتنا ولكنه لا ينتهي الا في باريس ولندن وبروكسيل وبرلين وغيرها .
الملف السوري هوالاخر ملف موروث من تركة الادارة البريطانية في المنطقة ويجب ان يحظى من الالمان بذات ما يجب تجاه الملف اليمني من النظرة بعيون المانية صرفة وان ينطلق الموقف الالماني تجاهه من مبدء القيم فتدفع باتجاه الحل القائم على وقف الحرب والاحتكام للشعب السوري بالمضي والمساعدة للسوريين بالتوصل لحل سياسي مؤقت يفضي الى اجراء انتخابات اواي خطوات ديمقراطية توجد حكومة تناسب الشعب السوري والشعب السوري فقط وبعيدا عن اي تفضيلات مسبقة اولاطراف اخرى ، ولان ذلك هوالمطلوب الاول لمواجهة الارهاب الذي تمثل احداث سوريا اكبر المعنيين حاليا بالارهاب و المصدر الاول لوصوله لاوروبا وغيرها ، ولان ذلك هوالدور والموقف المنسجم مع القيم الالمانية والاوربية والديمقراطية وحقوق الانسان والامن والسلم الدوليين والانسانية ومع كل المعايير الحميدة المختلفة .
كانت الادارة البريطانية بموقعها كرائد للسياسة الاوربية الخارجية هي حلقة الوصل بين منطقتنا وعالمنا العربي وبين اوروبا ونتيجة اصابتها ” بجدري الصهيونية ” تسببت بسياساتها في تنقّل الشرور والارهاب في طليعتها بين الجانبين فقد زُرع الارهاب هنا ولكنه نمى واثمر هنا ثم نمى اكثر وبدء بالاثمار في اوروبا ، والان اصبحت المانيا هي حلقة الوصل بدلا عن بريطانيا وبالتالي اما ان تراعي مسئلة ” النظرة الالمانية ” لملفات المنطقة وبالتالي ستسهم في تنقّل التعاون والخير والتنمية والامن وعلى الاقل وقف تنقل الشرور ، اوان تسير مواصلة لمشوار الادارة البريطانية في التعاطي تجاه ملفات المنطقة وستسهم حينها في تنمية الارهاب لدينا – كنتيجة طبيعية لمواصلة تلك السياسات – وفي انتقاله الى اوروبا ، وبالطبع لن يفرق في ذلك انها لم تقصد ان تكون سببا في حصول ذلك ام تغافلت وبالطبع القيم الالمانية ستمنع ان تقصد .
نحن لدينا حساسية عالية تجاه ” الكيان الصهيوني ” وتجاه الادوار الصهيونية التي تنشط لصالحه ولا نتوقع ان نجد ذات الحساسية من قبل الالمان لفهمنا لملابسات تاريخية وقانونية وسياسية ، ولا نطالبها ايضا ان يكون لها ذات الحساسية تجاه ” اسرائيل ” واللوبيات الصهيونية الناشطة في كثير من العواصم الغربية لانها – المانيا – ليست موضع منطقي لمثل هذا الطلب بصورة منفردة – وفقط نلفت نظرها لان هذه اللوبيات ستعمل حتما على الانزياح اليها ومن ثم محاولة التاثير على قرارات ادارتها الصهيونية لصالح اجندتها ولوعلى حساب المانيا ذاتها . لكن ما نتطلع اليه هوان تقف المانيا في وجه السياسات المجازفة بامن دولنا وامن دول الغرب والشرق لفرض النتيجة الصهيونية التي تعمل لها باساليب لا اخلاقية والارهاب في مقدمتها ، والمانيا اليوم مخيرة بين ان تظل ( المانيا الاتحادية ) وتسهم في انقاذنا وانقاذ اوروبا وانقاذ نفسها من افة الارهاب بالعمل على فرض تغيير السياسات المتبعة في منطقتنا وعالمنا العربي ما امكنها ذلك اوان تسير مقتفية اثر سياسات الادارة البريطانية فضلا عن ان تصاب ” بجدري الصهيونية ” وحينها ستكون ( مملكة متحدة ) اخرى وستعمل ادارتها على الاستجابة للمصالح الصهيونية ولوعلى حساب الصالح الالماني والاوربي والدولي .