الصباح اليمني_مساحة حرة|
الأمريكان لا يصرون فقط على تمديد الهدنة بل ويريدون فرضها عبر ضغوطات متعددة ومعهم بكل تأكيد الانجليز والنظامين التابعين السعودي والاماراتي وتصريحاتهم لا يمكن فهم معانيها الا انها عكس منطوقها فهؤلاء ليسوا دعاة سلام بقدر ما يقيسون الأمور وفقاً لحسابات مصالحهم.
لم يبقى الكثير من الوقت لانتهاء تمديد هدنة التحالف الثالثة وهذه المرة يريدون تمديدها لوقت أطول ولفهم هذا الإصرار علينا ان نقيس الأمور بما يجري حولنا وفي محيطنا والعالم.
الحرب الروسية الأطلسية في أوكرانيا يبدو انها ستطول وهي صراع ارادات بين نظام دولي قديم يستميت في سبيل البقاء ونظام جديد يتخلق في اطار تشكل لهياكل متعددة منه وصورته النهائية ما زالت في طور التصور الاحتمالي .
ولكن ما علاقة هذا بالهدنة وتمديداتها وإصرار تحالف العدوان الأمريكي علينا ؟ .. عندما شن هذا العدوان على الشعب اليمني كانت أمريكا وبريطانيا تنفذان نظريتهما الجيوسياسية على نحو استباقي لما يحصل اليوم من احداث وما يتمخض عنها من نتائج وفي مقدمتها ازمة الطاقة التي على ما يبدو وخاصة في النفط قد ساعد أمريكا النظام السعودي وبقية الصنائع الخليجية بضخ المزيد من النفط اما الغاز الروسي فعلى ما يبدو ان لا حل له على الأقل في المدى المنظور وهذا يفسر جانب من الإصرار الغربي بقيادة أمريكا على الهدنة التي لتمريرها ولمدة أطول نسمع تصريحات مبعوث مصاصي دماء الشعوب ليندر كنج ودخول جوتريش الأمين العام للأمم المتحدة والذي تصريحاته اخذت هذه المرة طابع غزلي تمثل في الإشادة بحكومة صنعاء وانصار الله ومقترحاتهم معتقداً ان هذا يفرحنا وسيمررون علينا ما يريدون .
قرأتنا لمجريات ومسارات وابعاد الاحداث والمتغيرات والتحولات أعمق مما يتصورون وطلبنا بسيط جداً ويستند الى الحق والعدل ويتمثل في اثبات حسن النوايا من خلال التوجه بنحو جاد الى انهاء كل الملفات التي تضمنتها هذه الهدنة منذ البداية وخاصة فيما يتعلق بالجوانب الاقتصادية والإنسانية والتي يمكن اختزالها في صرف مرتبات موظفي الدولة المنقطعة منذ ست سنوات وانهاء ملف الأسرى وملف فتح الطرقات والمعابر والذهاب نحو مفاوضات جادة يسبقها وقفاً للعدوان ورفعاً للحصار وخروجاً للقوات الأجنبية من كل الأراضي اليمنية وبدون ذلك سيجد تحالف المعتدين نفسه يلعب في الوقت الضائع لان لعبة الوقت ليست في صالحهم ونحن لم يبقى لدينا ما نخسره وليس امامنا الا ان ننتصر لسيادة وطننا ووحدته واستقلاله وحرية شعبنا وهي حقوق أقرتها الشرائع السماوية والقوانين الأرضية ولهم الخيار .
خليك معناالمصدر: 26 سبتمبر نت
المقالة لا تعبر بالضرورة عن السياسة التحريرية للموقع