الصباح اليمني_مساحة حرة|
مازالت عولمة الأمركة تُحاول بث سمومها الفكرية والثقافية والعقائدية لتدمير الأمة العربية والإسلامية من أقصاها إلى أقصاها..
وهذه من أهم التحديات التي تواجهها شعوب ومجتمعات الدول النامية اليوم.. هناك حركات متطرفة ومتمذهبة ومتأثرة بالعولمة حيث أصبحت أياديها مسخرة ومطواعة في أيدي تلك الأنظمة العربية المهترئة تشكلها كيفما تشاء.. ومتى ما تشاء وتجمع لها جيوشاً من المرتزقة والعملاء والخونة لتدريبها قتالياً وعسكرياً وتكتيكياً..
إذاً فالعولمة تتخطى الحدود والسدود، وتصل إلى أعماق العقول والقلوب من أقصر الطرق، وهذا بفضل عملائها من تلك الدول التي لا تريد سوى الانقياد الأعمى وجعل شعوب تلك الدول تحت سيطرتها ونفوذها وجعل العالم من أقصاه إلى أقصاه قرية كونية واحدة وهذا ما تسعى إليه الولايات المتحدة الأمريكية اليوم..
يرى بعض الباحثين في مجال السياسة أن ظاهرة العولمة ظاهرة معقدة ومتداخلة ومتشابكة الرؤى والمفاهيم وذات أبعاد سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وحضارية أفرزتها الأحداث والأوضاع العالمية، وكما نعلم أن بعد الحروب دوماً تأتي شموس الدفء والأمن والأمان والرقي والازدهار، وفي ظل هكذا فوضى خلاقة وغوغائية عارمة، تتلاشى أمامها كل مقومات ومفاهيم وقيم الوئام والسلام والحوار الهادف..
فالإسلام اليوم بات العدو الأكبر لتلك الأنظمة العالمية الليبرالية وتناسوا هؤلاء أن الإسلام يعيش داخل عقول علمائهم وأدبائهم ومفكريهم، والدليل على ذلك أن معظم مراكز الأبحاث العلمية في تلك الدول تكتشف كل يوم دليلاً علمياً على صحة تلك الآيات القرآنية كما جاء في قوله تعالى: (وفي أنفسكم أفلا تُبصرون).. وفي قوله تعالى عزوجل: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم)..
إذن الجنس البشري واحد.. وكلمة الناس في اللغة العربية تعني كافة البشر في مشارق الأرض ومغاربها فالقرآن الكريم لا يخاطب فئة معينة، ولا أمة محددة بل يخاطب كافة الناس على اختلاف أجناسهم ولغاتهم وألوانهم حيث لم يرد في الخطاب القرآني تعبير “قوم محمد” أو “العرب” بل جاء الخطاب القرآني بصورة عمومية وشاملة لكافة البشر كما جاء في قوله تعالى: (يا أيها الناس إنما أنا لكم نذير مبين).
وكما جاء في الحديث النبوي الشريف: “كلكم لآدم وآدم من تراب لا فضل لعربي على أعجمي ولا أعجمي على عربي إلا بالتقوى”.
إذاً رسالة الإسلام رسالة عالمية شاملة، لا تعرف الحدود ولا السدود فهي رسالة متجذرة ومتعمقة في الحضارات والثقافات القديمة منذ خلق آدم عليه السلام وصدق المولى العلي القدير: (وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين) ولم يقل للعرب أو جماعة ما وصدق عزوجل القائل: (ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين)..
من هنا نُدرك عظمة وشمولية رسالة الإسلام الخالدة ووحدة العالم من أقصاه إلى أقصاه، وليعلم القاصي والداني أن رسالة الإسلام قادمة وسوف تسود أصقاع الأرض كافة شاء من شاء.. وأبى من أبى، وهذا وعد الله أن الأرض يرثها عباده الصالحون.
• صفوة القول:
مهما طال ليل العابثين والظالمين لابد له من بزوغ فجر جديد وليدرك هؤلاء وأولئك القوم النشاز الذين ما زالوا في غيهم سادرين.. وفي عتمات ضلالاتهم غائصون أن دعوة التوحيد والنور الإلهي ستشرق من جوف الظلام والجور والأنين.. مهما علت أصواتهم وعانقت عنان السماء، ولن يصلح شأن هذه الأمة إلا بما صلح به أولها سيرجع الحق لأصحابه قريباً وستوضع الأمور في نصابها وستهب نسائم المحبة والوئام والسلام على ربوع البلاد والعالم لتتنفس الشعوب والأمم الأمن والأمان وترفرف أعلام الحرية وتصدح بلال الدوح معلنة بداية عهد جديد وزوال حكم عنيد فاسد فلا نامت أعين العملاء الجبناء..!!.