بقلم:معن حمية |
من الموصل القديمة، أعلن أبو بكر البغدادي قبل ثلاث سنوات، قيام «دولة الخلافة» المزعومة، وذلك، بعد أنّ أتمّ تنظيم «داعش» الإرهابي عملية السيطرة على كامل منطقة الموصل، بموجب صك خيانة، ومن دون أيّ قتال. في حين كان «داعش» وحده يمارس جرائم القتل ويتفنّن في ارتكاب المجازر في تلك المنطقة وغيرها.
ومن الموصل القديمة التي حرّرتها تشكيلات القوات المسلحة العراقية، يعلن العراق وأد «دولة الخلافة الداعشية»، بما ملكت من فرص، وبما حظيت من دعم ومؤازرة، نتيجة وقوف عدد من الدول العربية والإقليمية والغربية وراء هذا التنظيم الإرهابي.
هزيمة «داعش» في واحدة من الحاضرات العراقية الضاربة جذورها عميقاً في التاريخ، هي بداية اندثار لهذا الكائن الإرهابي. وإنّ أهمية تحرير الموصل ليس في هزيمة «داعش» وحسب، بل في فشل أهداف المنظومة التي وقفت مع «داعش»، سواء بالخيانة، أم بالدعم والاستثمار.
منذ البداية لم تكن هناك شكوك في هزيمة «داعش» وسائر المجموعات الإرهابية، لكن الشكّ الوحيد الذي كان قائماً ولا يزال، هو إطالة أمد هذا الإرهاب، من قبل المستثمرين فيه. وقد بات معلوماً أنّ الولايات المتحدة الأميركية وتركيا و«إسرائيل» ودولاً عربية عدة، هي جميعها من المستثمرين في الإرهاب، ويعتبرونه من الأوراق الرابحة التي يتم صرفها في الوقت المناسب.
ولأنّ «داعش» أصبح خارج مدينتي الموصل وحلب، فإنّ تراجعات وانهيارات على مختلف الصعد ستصيب الدول التي استثمرت في الإرهاب، ما يعني أنّ المرحلة المقبلة هي لتعويض الخسائر. وهذا مسار بدأته أميركا من بوابة الأزمة الخليجية فحصلت على مئات المليارات من خزائن المملكة السعودية، في حين فتحت قطر خزائنها جزئياً والحبل على الجرار.
«داعش» إلى زوال، لكن ما هو أخطر وأدهى، أنّ استثمارات «إسرائيل» في الإرهاب، هي الأكثر خطورة وتحدياً. والخطر لا يقتصر على حصول تطبيع سياسي بينها وبين الدول العربية المتأسرلة، وقبول هذه الدول بمخطط تصفية المسألة الفلسطينية، بل إنّ التطبيع يأخذ مسارات اجتماعية. وفي هذا السياق يندرج المؤتمر الذي عقده اتحاد يهود ليبيا، في جزيرة رودوس اليونانية، بهدف إعادة العلاقات وتطبيعها بينهم وبين الدولة الليبية والبلدان العربية، بحضور شخصيات رسمية «إسرائيلية» وشخصيات ليبية وعربية!
ما حصل في رودس اليونانية أحد أوجه الاستثمار الصهيوني في الإرهاب. خليك معنا