الصباح اليمني_متابعات|
كشف الباحث عبدالله بن عامر عن معلومات تحدث بها الفقيد علي أحمد أبو الرجال رئيس المركز الوطني للوثائق بشأن التدخلات السعودية في اليمن الشمالي قبل الوحدة منها ما كان يعانيه الرئيس إبراهيم الحمدي من ذلك التدخل الذي بلغ مستوى الاعتراض على شق وتوسيع الشوارع في العاصمة صنعاء.
وقال بن عامر الذي يستكمل كتابه الجديد قصة التدخلات السعودية في اليمن هناك قصة الكثير عندما يسمعها قد لا يصدقها تحدث بها أبو الرجال مؤخراً وحدثت عندما كان محافظاً لصنعاء وهي متعلقة بشارع القيادة وكان شارعاً رئيسياً في صنعاء إبان حكم الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي.
حينها كان من ضمن المشاريع السعودية تمويل بناء بعض المباني في كلية الشرطة باتجاه ميدان السبعين وكان الحمدي قد قرر توسيع شارع القيادة بمساحة متساوية تمتد حتى الميدان الجنوبي (السبعين) وعندما وصلت أعمال توسيع الشارع الى ما بعد جولة البنك المركزي اليمني وما بعد مقبرة خزيمة باتجاه الدائري الغربي كان من المفترض أن يتراجع سور كلية الشرطة الى الخلف (وكانت قد بدأت أعمال بناء السور بتمويل سعودي) وعندما صدرت التوجيهات توقفت الاعمال في بناء السور على ان يتم بناء السور على بعد أمتار من اقصى حد باتجاه الشارع وافساح المجال لتوسيع الشارع.
عندما علم الجانب السعودي بذلك رفض بشدة توسيع الشارع بشكل اثار انتباه الكثير عن أسباب ذلك الموقف.
ولم يتوقف الامر عند هذا الحد فقد هدد الملحق العسكري السعودي بوقف تمويل المشروع بأكمله وحينها لم يكن الحمدي راغباً في توتر العلاقات بين البلدين فتراجع عن توجيهه وتوقف أبو الرجال عن التحرك لتوسيع الشارع من كلية الشرطة باتجاه جنوب صنعاء ..
ولهذا نجد ان شارع القيادة يضيق عندما يصل الى كلية الشرطة حتى يصل الى ما بعد جولة المالية.
وقد تحدث أبو الرجال عن هذه القصة اثناء الحديث عن التدخلات السعودية في اليمن فقد لا يدرك أحد كيف كانت السعودية تعيق محاولات البناء والتنمية حتى على مستوى تطوير المدن وعلى رأسها عاصمة البلاد التي كانت وقتها ضمن محافظة صنعاء.
ولم يتوقف الأمر عند ذلك فقد أغتيل الحمدي وهناك عدة مشاريع في طور البناء ووصلت الى مراحل متقدمة منها مبنى البنك المركزي اليمني وهناك مشاريع توقف العمل بها بعد اغتيال الحمدي منها مدينة الضباط والمجمع الحكومي والمدن السكنية جنوب صنعاء.
وبحسب بن عامر فقد تمكن الحمدي من فتح عدة شوارع رئيسية في محيط صنعاء بتلك الفترة منها الدائري وكذلك تخطيط شارع الستين إضافة الى حجز أراضي واسعة لجامعة صنعاء وكان للقائد علي قناف زهرة دوراً في تلك الإنجازات باعتباره من أبناء صنعاء وكان يسهم في حل الخلافات مع المواطنين من اجل حجز الأراضي للمشاريع وفتح الشوارع الكبيرة.
وكشف بن عامر أن جهات معارضة للحمدي وموالية للسعودية كانت تسخر وقتها من توسيع الشوارع وفتح شوارع باتجاهين لدرجة انها علقت على افتتاح شارع الدائري بالقول ان الحمدي بنى مطار دائري بصنعاء وكان ذلك يعبر عن ثقافة المناهضين للحمدي من التيارات الموالية للسعودية ومن ارتبط بها من قيادات عسكرية نفذت فيما بعد عملية الاغتيال البشعة تحت اشراف الملحق السعودي بصنعاء وبتوجيه من القيادة السعودية وضوء أخضر من الجانب الأمريكي.
المصدر: المساء برس
خليك معنا