الصباح اليمني_خاص|
لا زالت ردود أفعال مشتركي خدمة الشركة اليمنية العمانية المتحدة للإتصالات “YOU” على مواقع التواصل الاجتماعي مستمرة وترتفع حدتها، بضرورة إعادة الخدمة في مدينة عدن، نتيجة للأضرار المتفاقمة التي تعرض لها المشتركين وقطاع الأعمال والمؤسسات الإغاثية، منذ إغلاقها نهاية يونيو الماضي.
ومنذ اليوم الأول من قطع الخدمة في مدينة عدن، ضجت مواقع التواصل الإجتماعي بخبر قطع خدمة شركة “يو” بدون مبررات قانونية تشرع لهم ذلك، رافضين كل المبررات التي يسوق لها موالون للتحالف حول اتهام الشركة بالتجسس لصالح الحوثيين والتي يقع مركزها الرئيسي في صنعاء، بينما لم تغلق شركة يمن موبايل وهي تبث من صنعاء وتتوفر تغطيتها بشكل ضعيف في المدينة، ذلك ما يبين بحسب ناشطون، تعمد الانتقالي قطع خدمة يو لتضييق الخناق عليها لعدم منافسه خدمة عدن نت الأضعف في المنطقة.
مبررات الإغلاق:
رفض رواد مواقع التواصل الاجتماعي مبررات المجلس الانتقالي الجنوبي المتسبب بإغلاق شركة “يو” والتي تداولها موالون للتحالف.
ويقول محمد عاطف الذرحاني ردا على مبررات الانتقالي: ما دام والشركة تجسسية ومركزها الرئيسي يقع في صنعاء مناطق سيطرة الحوثيين، لماذا لا تغلق خدماتها في مناطق أخرى تابعة للانتقالي كلحج وأبين وشبوة، لماذا الإغلاق في عدن فقط.
ويضيف: “شركة يمن موبايل لم تغلق بعدن، لماذا لا تغلق ومركزها الرئيسي في صنعاء بل إنها قابعة لهيئات رسمية بصنعاء، إذاً مبرر الإنتقالي غير منطقي”.
وحول مبرر إغلاق الخدمة لتهرب “يو” من دفع الضرائب يقول أبو صالح السيد، أن شركة “يو” غير مسؤولة عن غباء قيادات الحكومة والإنتقالي في عدن لإفلات شركة “إم تي أن يمن ” بدون دفع ما عليها من الضرائب متسائلاً: لماذا لا تحاسبوا شركة “إم تي إن” هذا خطأكم ولا تتحمله وريثة الشركة حالياً “يو”.
وتابع: “إذا كانت الأسباب مديونيات أو تجديد تراخيص أو تجسس كما زعم بعض المبررين للفصل لكان تم حضر خدمة هذه الشركة على جميع المحافظات المحررة”.
ويحاول عدد من الناشطين تفسير الأسباب الحقيقة التي جعلت قيادات الانتقالي إيقاف خدمة “يو” في المدينة، وفي هذا السياق يقول محسن الشعيبي السقلدي اليافعي: “عدم اتفاق قيادات الانتقالي على الكعكة وضياع سمعة عدن نت بعد تفعيل شركة “يو” لخدمة الفورجي هو سبب فصل الشبكة وغير هذا يعد ترهات”.
واتهم ناشطون الانتقالي بـ “تدمير الجنوب” باسم تحرير الجنوب، مشيرين الى تعرض أعمال شريحة واسعة من المواطنين ممن يعتمدون في تواصلهم وتسيير أعمالهم على شركة “يو” ما تسبب بخسارتهم تلك الاعمال والتي بعضهم مدخل رزق وحيد لإعالة بعض الاسر.
إضافة لما ذكر، يبرر الانتقالي قرار الإغلاق بعدم قانونية الشركة التي غيّرت اسمها من (ام تي ان) إلى (يو)، حسب تعبير ناشطيه، وعن هذا رد مشتركو “يو”، أن الشركة قانونية 100% وعملية نقل الملكية من الشركة العالمية “إم تي إن” إلى “يو” استمرت لعدة أشهر بحضور مستشارين وخبراء، مؤكدين أن البيان الصادر في نوفمبر 2021 يثبت استحواذ شركة الزمرد على 97,8% من الشركة.
تداعيات خطيرة:
قطع خدمة “يو” في عدن أصاب أهالي المدينة في مقتل كما يقال، فقد تعرضت أعمالهم ومصالحهم الشخصية للتوقف لاعتمادهم على هذه الخدمة التي تعد الأقوى بدون منافس بالمنطقة.
إلى جانب انزعاج المشتركين والمواطنين من انقطاع الخدمة وعدم مقدرتهم في التواصل مع أهاليهم سواء كانوا في الوطن أو خارجه، تعرضت عملية بيع وشراء السلع والخدمات عبر الإنترنت أو ما يسمى بـ “التجارة الإلكترونية” لانتكاسة حادة بعد تراجع مستوى الطلب على منتجاتها المعروضة عبر عدة تطبيقات تسويقية في المدينة لأول مرة منذ تفشي جائحة “كوفيد ـ 19 ” قبل عامين.
وواجه مجال المؤسسات الإغاثية أيضاً صعوبات نتيجة إيقاف خدمات الشركة، والتي تعتبر جسر التواصل بين الجهات الاغاثية والمستفيدين.
لا حلول بديلة:
عدم وجود حلول بديلة تقدم خدمات متميزة كالخدمات التي تمنحها الشركة اليمنية العمانية المتحدة للإتصالات لعملائها، زاد من معاناة المشتركين والعديد من الجهات.
وعلى إثر ذلك وردت الكثير من التعليقات من قبل المشتركين بسبب تعرضهم لأضرار انعكست على حياتهم، فوفقاً لأحمد العدني، ليس من السهل النقل إلى يمن موبايل لأن الكثير من الأهالي أجهزتهم لا تدعم خدمة “سي دي ام اي” وذلك ما يجعل عودة “يو” أمراً محسوماً لحل المشكلة.
كما يشير عادل أسامة، إلى أن خدمة عدن نت في المدينة لا تقارن بشركة “يو”، حيث يشتكي المشتركون من ارتفاع أسعار شرائحها والتي تدفع بالريال السعودي وبمبالغ باهضة، أضف إلى ذلك أنها غير متوفرة وتباع في السوق السوداء، على عكس انخفاض أسعار اتصالات (يو) وخدماتها وانتشارها.
ويقول حساب يسمي نفسه بـ “ثائر الجنوب العربي” إن ضعف انتشار شركة يمن موبايل ووصولها لبعض مديريات المدينة فقط، جعلها خارج تفكير المواطنين كبديل جديد لشركة “يو”، وليس هذا فقط، أيضاً ارتفاع أسعار شرائحها في المدينة مقارنة بما يباع في صنعاء، وأخيراً كما سبق ذكره عدم امتلاك معظم أهالي عدن أجهزة “سي دي ام”.
وطالب بعض المشتركين سلطات الإنتقالي بضرورة إيجاد بديل سريع وبعيد عن الحوثيين للتخلص من مبرر التجسس والضرائب وغيرها من المبررات التي ساقها الانتقالي.
وعلق ناشطون آخرون على ذلك بالقول أن “شماعة إيجاد بديل بعيد عن الحوثيين غير منطقي فعدن لا تدار بالقانون بل بعصابة” حسب قولهم، “لذلك صنعاء هي الأفضل”.
ضغوطات أخرى:
نشر عدد من ناشطي مواقع التواصل تغريدات تفيد بتعرض رئيس المجلس الإنتقالي الجنوبي لضغوطات كبيرة من قبل رئيس الاتحاد اليمني لكرة القدم أحمد العيسي لإيقاف شركة “يو”، وفتح المجال لشركته “واي تيليكوم” وهي في طور الإعداد والتجهيز ولم تنطلق بعد كبديل لـ “يو”.
ورفض المشتركون اللعب بأعصابهم حسب وصفهم، كون الشركات خصوصاً شركات الاتصالات تحتاج لفترات زمنية طويلة للإعداد والتجهيز لها، وهي فترات لا يمكن أن يقبل بها أبناء مدينة عدن، مطالبين بضرورة إعادة “يو” لأنها الأصل، وفقاً لقولهم.
معاناة إنسانية:
بسبب استمرار توقف الشركة تقطعت سبل المواطنين وفقدوا القدرة على التواصل مع أهاليهم ومعارفهم وأصدقائهم، وأدى ذلك إلى فقدان بعض المرضى لحياتهم نتيجة لعدم تلقيهم للمساعدات والمعونات من رجال الإحسان أو من المؤسسات والمنظمات الإغاثية التي تتكفل ببعض المرضى والحالات الصعبة.
ورصد موقع “الصباح اليمني” تغريدة لأحد المواطنين يشارك قصته المأساوية على مواقع التواصل، إثر وفاة والدته في إحدى المستشفيات الخاصة بعدن لعدم مقدرته توفير أسطوانة أكسجين، بعد محاولاته الشديدة التواصل مع صديقه لتوفير الإسطوانة، قائلاً إن أغلب من يعرفهم يملكون أرقام 73 وهي متوقفة من نهاية يونيو الماضي.
هناك العديد من القصص المأساوية نتيجة لانقطاع التواصل وعمليات الإرسال والاستقبال بين المواطنين، ما يشكل خطراً كبيراً على المدينة حيث يهدد هذا الانقطاع لتوقف أعمال المستشفيات والمدارس والجامعات وغيرها من الجهات المعتمدة على أعمالها بتكنولوجيا الإتصالات.
خليك معنا