من الصعب المبالغة في تقدير تكاليف الحرب السعودية في اليمن بعد أن قتل أكثر من 10 آلاف شخص في البلاد منذ بدء القتال في أواخر آذار / مارس 2015. كما يقدر أن مليوني طفل يمني يتضورون جوعا؛ بالإضافة الى أن البلد تحول الى أسوأ موقع لتفشي وباء الكوليرا في العالم، مع 200الف حالة اشتباه و 5000 حالة جديدة كل يوم. وتقدر الامم المتحدة ان 82 فى المائة من سكان البلاد يحتاجون الى مساعدات انسانية عاجلة.
ويمكن توجيه اللوم على التحالف الذي تقوده السعودية، والذي اعلن لإعادة الحكومة المعترف بها دوليا. لاستئصال معارضيهم وهم جماعة متمردة تدعمها إيران، تعرف باسم الحوثيين،
غير أن السعوديين الذين قصفت طائراتهم مرارا وتكرارا المستشفيات وأوقفت سفنها الحربية العديد من شحنات المساعدات من مجموعات مثل منظمة إنقاذ الطفولة، تستحق قسطا كبيرا من اللوم. فخلال جلسة إعلامية مع الصحفيين يوم الثلاثاء، سألت وزير الخارجية السعودى عادل الجبير عن كيفية تبرير الخسائر البشرية الهائلة. فقال لي الجبير: “الأزمة الإنسانية في اليمن مأساة”. “لقد كنا أكبر مانح للمساعدات الإنسانية في العالم، وإلى حد بعيد كانت أكثر المساعدات الى اليمن ،”.ويبدو أن هذا صحيح تماماومع ذلك، فإن نقطة الحديث هذه، على مستوى أكثر جوهرية، عتبر سخيفة ، حيث فرضت المملكة العربية السعودية وحلفاؤها حصارا على الواردات إلى اليمن سواء في الخارج أو عن طريق الجو، مما يسمح فقط للأغذية والأدوية التي يقررون السماح بها. وهذا الحصار، إلى جانب الغارات بالقنابل التي تستهدف البنية التحتية المدنية، هو السبب الرئيسي للحالة الإنسانية الرهيبة جدا.
وكما وقال إدريس الجزائري، المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان، إن “القيود غير المبررة على تدفق السلع والخدمات التجارية والإنسانية إلى اليمن تعوق التوزيع داخل البلاد وتشل أمة كانت منذ فترة طويلة ضحية للحرب والعقوبات الدولية “.
ويعد تفشي الكوليرا مثالا واضحا وقاسيا بشكل خاص. في كانون الثاني / يناير من العام الماضي، قامت الطائرات السعودية بتفجير محطة تحلية المياه التي تخدم مدينة تعز الكبيرة، مما أجبر الناس على اللجوء إلى المياه الأكثر رطوبة.فالكوليرا سهلة إلى حد ما للعلاج بالمضادات الحيوية؛ولكن الحصار السعودي يضمن عدم القدرة على مواجهة المرض، مما يسمح بانتشاره.
لذلك يمكنك القول أن إدعاء الجبيربتمويل جهود الإغاثة الإنسانية في اليمن غير مقنع جدا. انها مثل شخص يحرق منزلك، ويترك كيس من النقود على عتبته، ثم يدعي أنه فعل الكثير لكي لا تحصل الكارثة.