الصباح اليمني_خاص|
دشنت الهيئة العامة للأوقاف بالتعاون مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة صنعاء، اليوم السبت، فعالية افتتاحية للدورة التأسيسية في مجال “تحقيق المخطوطات”، بمشاركة أكثر من 90 باحثاً وباحثة يشرف عليهم نخبة من الأكاديميين المتخصصين في المجال.
وأكد وكيل قطاع شؤون المساجد والمبرات بالهيئة الدكتور عبدالله القدمي، في الكلمة الافتتاحية للدورة، أن المخطوطات اليمنية تعد ثروة فكرية وثقافية نفيسة، وتراث إنساني بديع، مشيراً إلى أن هذه الدورة ماهي إلا مرحلة في الطريق للحفاظ على ما أنتجه العقل العربي عبر القرون وفي شتى الفنون.
وقال القدمي، إن الجهات ذات العلاقة بدأت خلال الفترات الأخيرة بالاهتمام بالمخطوطات اليمنية وفهرستها وتوثيقها للحفاظ عليها من الضياع وإيصالها إلى عموم القراء، مضيفاً أن رمزية انعقاد الدورة بقسم التاريخ في كلية الآداب المعني بالباحثين في مجال تحقيق المخطوطات، ما يتطلب لفت انتباههم لإعداد دراسات الماجستير والدكتوراه في هذا المجال.
من جهته دعا رئيس قسم التاريخ والعلاقات الدولية أ.د عبدالحكيم الهجري خلال إلقاءه كلمة عمادة كلية الآداب، إلى ضرورة إقامة الفعاليات والندوات والتوعية الإعلامية بأهمية المخطوطات من خلال أجهزة الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية.
واعتبر الهجري، اليمن من أكثر دول العالم وفرة في المخطوطات العربية وتغطي تلك المخطوطات جميع فروع المعرفة الطبيعية والرياضية والشرعية واللغوية والتاريخية والجغرافية, ويمثل وجود هذا الكم من المخطوطات شاهداً على حجم الحركة العلمية التي كان من أهم أسبابها تشجيع حكام اليمن وأمرائها للنشاط العلمي.
وعما تعرضت له المخطوطات في اليمن جراء الحرب من قبل التحالف السعودي منذ 2015م أشار إلى أن الحديث عن تهديد يتعرض له أكبر تراث مخطوطات عربي يضاعف من فداحة هذه المخاطر.
وأضاف الدكتور الهجري: تراث المخطوطات في اليمن لم يُستكمل ترميمه وتوثيقه ورقمنته إلكترونياً وفهرسته وتحقيقه وطباعته ونشره؛ بل لا يتوفر عنه حصراً كاملاً أو رقماً كلياً، ولا يضمه أو يديره مَجَمعاً شاملاً؛ إذ ما زال هذا التراث متناثراً في عموم البلاد بين مكتبات حكومية تحت سلطات متعددة، بالإضافة إلى مكتبات مواطنين، وبالتالي فإن تعرض هذا التراث لأي من مخاطر الحرب؛ قد يودي برصيد ثقافي باهظ الثمن من تراث هذا البلد وهذه الأمة”.
وبدأت اليوم أولى محاضرات دورة “تحقيق المخطوطات” والتي تنتهي الأربعاء 27 يوليو ، من خلالها يتعرف الطالب على أهمية المخطوطات اليمنية وأهم المواصفات التي ينبغي توفرها في المحقق، وكذلك معرفة الطرق السلمية لتحرير النصوص وأدوات النسخ والمقابلة، وأيضاً تنسيقها وإخراجها فنياً.
بعد ذلك ينتقل الطالب إلى الجانب التطبيقي والتعليق على النصوص التي سلمت لهم كتكليف وإخراجها فنياً، وأخيراً استلام نماذج عشوائية واستعراضها.
خليك معنا