الصباح اليمني_مساحة حرة|
من المحزن ان ردود الفعل في العالم العربي و الاسلامي على محاولة الاساءة للرسول الاعظم عليه الصلاة والسلام من قبل مسؤولين هنود اقتصرت على بعض الدول و الهيئات الشعبية، و هذا يشير الى الواقع الهابط الذي وصلت اليه حالة الضعف و الهزيمة على كل المستويات في العالم الاسلامي و الانفصام الكامل بينها و بين الاسلام كعقيدة امة و نهج حياة.
لا ننفك منذ سنوات أن نواجه محاولات الاساءة إلى رموز الاسلام التي تحدث في الغرب و الشرق كان آخرها في الهند و تأتي هذه المحاولات دون مبرر لكنها تشير الى مدى عمق الحقد الذي يحمله أصحاب هذه المحاولات على الاسلام و المسلمين مع ان التاريخ لم يسجل اي إساءة من قبل المسلمين للأديان الاخرى ذلك ان الاسلام عقيدة متسامحة تقبل الاخر و تتعامل معه من باب الاحترام من منطلق القاعدة الإلهية “لكم دينكم و لي دين”.
الاساءة للرسول صلى الله عليه وسلم لا يمكن ان تمسه لان الله تعالى حصنه و حفظه من كل شر عندما قال “إنا كفيناك المستهزئين” و عندما قال “انك باعيننا” و لكن هذه الاساءات و الإهانات تصيب الامة المهزومة و التي تعاني من الضعف على كل الجبهات الثقافية و السياسية و العسكرية؛ مما أغرى أعداءها فإستباحوها و هتكوا فيها كل مقدس و كرامة و صدقت فيها نبؤة الرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام بأن تكون الغثاء الذي لا ينفع بشيء.
المطلوب الأن من كل الهيئات الثقافية و السياسية على المستوى الشعبي في العالم الإسلامي أن يتصدوا لهذه الهجمات الممنهجة على رموز الاسلام بكل ما يملكون من أدوات فكرية مقنعة وتواصل فعال بعيداً عن الانظمة السياسية ،لأن الاخيرة في معظمها لم تعد تملك الحس العقدي كذلك الحس بالكرامة فغدت هياكل فارغة تلهث وراء التمسك بالسلطة التي لا تملك من معانيها شيء.
لقد عمل أعداء الامة على تفريغها من كل معاني الارتباط بعقيدتها لأنهم يعرفون تمام المعرفة أن جذوة هذا الإرتباط لو استفاقت من جديد في النفوس ستؤدي الى تململ المارد و خروجه من سباته ليجعل الأمة تجتاح الارض كما في السابق بنفس القوة التي مكنتها من إضاءة المشرق و المغرب بنور الإيمان و معاني العدالة و المساواة تحت راية الاسلام الذي لم يكن حكراً على العرب بل جاء للناس أجمعين و الذي يمكن من يتمسك بعروته الوثقى ان يكون سيد الارض كما قال النبي فيما معناه.. قولوها تدين لم الارض ويدين لكم الناس .. و حين تنازلت الامة عن هذا وصلت الى ما وصلت اليه من حالة تتلبسها المهانة و الذلة.
إن محاولة التطاول على رموز الاسلام و في مقدمتها سيدنا الاعظم الرسول محمد عليه الصلاة والسلام لن تطال هذه الرموز بل تنخر الجسد الميت روحا و كرامة و ان ما زال أصحابه يتنفسون و صدق فيهم قول الشاعر.. من يهن يسهل الهوان عليه.. ما لجرح لميت ايلام.. إن الاسلام ورموزه ليس بحاجة إلى دفاع الضعيف الذي لا يملك أدوات الدفاع الحقيقية لأن الله حفظ رسالته .. ولأن الضعيف اليوم هو الذي بحاجة إلى من يدافع عنه ليعيد له الروح والكرامة.
خليك معنا* رئيس مجلس ادارة صحيفة الرأي الاردنية الاسبق