الصباح اليمني | ترجمة خاصة |
يعرف الشعب اليمني جيدا ان القنابل التي أسقطها الطيارون السعوديون قنابل أمريكية ويعرفون جيدا أن الولايات المتحدة متواطئة في معاناتهم.
يجب أن تكون المشاعر المعادية للولايات المتحدة في اليمن دعوة لاستيقاظ الأمريكيين وإذا كانت الولايات المتحدة لا تهتم لمعاناة الملايين من اليمنيين، فيجب التفكير في ردود الفعل المستقبلية.
عضوان في مجلس الشيوخ الأمريكي وهما الجمهوريان راند بول وكريس ميرفي قد تعمقا جيدا في الآثار المترتبة على مساعدة الولايات المتحدة للمملكة السعودية و حاولا وقف بيع الأسلحة الامريكية للسعودية وقد أدلى ميرفي بتصريحاته امام مجلس الشيوخ الأمريكي بان” الولايات المتحدة ليس من شأنها دعم حرب لم تؤدي الا لتشجيع اعدائنا الإرهابيين وتفاقم الازمة الإنسانية وتحرض على الخوف والغضب في أوساط الشعب اليمني تجاه الولايات المتحدة كل ذلك سينعكس سلبا على أمريكا وسيطاردها مستقبلا.”
ولسوء الحظ، فإن إدارة ترامب وغالبية أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي لم يستجيبوا لندائهم. ففي الثالث عشر من يونيو2017م، هزم موقفهم بوقف بيع الذخائر دقيقة التوجيه للسعودية بأغلبية 53 صوتا مقابل 47 صوت.
في الوقت ذاته يئس اليمنيون من انهاء هذا الصراع، والآن وفي السنة الثالثة من الحرب، هنالك ما يقرب من 19 مليون شخص يحتاجون إلى المساعدة كما يواجه 6.8 مليون شخص خطر المجاعة. وتضاعف ذلك الرقم بسبب تفشي وباء الكوليرا الذي تجاوز 124،000 حالة ومن المتوقع أن يتضاعف كل أسبوعين. تأتي هذه الأوبئة وقد دمر ما يقارب من نصف المرافق الطبية في البلاد. ولهذا يموت طفل يمني كل 10 دقائق من اثار الجوع ونقص المرافق الطبية.
كما استهدفت القوات السعودية المزارع والمرافق الغذائية والبنية التحتية للمياه والأسواق وحتى ميناء الحديدة حيث كانت معظم المساعدات الإنسانية تدخل عبره. إضافة الى استغلال الجماعات المتطرفة مثل تنظيم القاعدة و داعش الفوضى لتوسيع نطاقها.
يحاول مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مرة أخرى معالجة النزاع، وإيجاد حل سياسي حيث دعا جميع الأطراف إلى السماح وصول الامدادات الإنسانية دون عوائق، وحث على إبقاء جميع الموانئ والمطارات على ابقائها قيد التشغيل لا سيما ميناء الحديدة الحساس، الذي هدد السعوديون بقصفه بدلا من سيطرة الحوثيين عليه.
هذا هو الشيء الذي ينبغي أن تبذل الولايات المتحدة جهودها فيه. الا ان الناس في المنطقة يدركون أنه ما ان تكون هنالك مصلحة لأمريكا فسترجح أمريكا مصلحتها حتى وان ضحت بالحل السياسي. فسياسة ترامب قائمة على وضع أمريكا فالمقدمة مهما كان الثمن، وبدلا من الانضمام إلى الأمم المتحدة لإنهاء هذا الصراع الكارثي يغلب إتمام صفقة الأسلحة على الحل السياسية وانهاء الحرب في اليمن.
The Guardian
خليك معنا