واضح أن السعودية ستستمر في الحرب على اليمن حتى آخر قطرة دم سودانية.
المجازر التي يتعرض لها الجنود السودانيون في “ميدي” تقول ذلك.
مذابح موثقة بالصوت والصورة، تعترف بها الخرطوم، في العادة، بعد مضي مدة.
الدم السوداني يقدمه نظام عمر البشير للعالم، وعبر الحرب في اليمن، باعتباره أرخص دم في المنطقة.
حين يتعرض الجنود الإماراتيون والسعوديون لما يتعرض له السودانيون، وأحياناً أقل منه؛ ينهض العالم كله، من الجامعة الأعرابية إلى جامع الأزهر وصولاً إلى عواصم الغرب والشرق؛ لإدانة الحدث واعتباره “إرهاباً”، على النحو الذي رأيناه عند ضربة “توشكا” الشهيرة في صافر، أو نظيرتها في المخا.
بينما جنود السودان تستكثر حتى حكومتهم البكاء عليهم أو الاعتراف بمصرعهم وكأنهم عارٌ فظيع (وتأجيرهم للسعودية عار فظيع بالفعل).
مع ذلك لن نكره السودانيين، ولن نستطيع أن نكرههم حتى لو حاولنا، إنهم أشقاؤنا وأقرب الناس إلى طباعنا اليمنية، وسيظلون كذلك دائما.
المشكلة لدى نظام حكمٍ لافرق بينه في الارتزاق وبين حكومة هادي أو وبين شركة بلاك ووتر.
تحية إلى كل سوداني حر..
تحية إلى الاستاذ حٓمٓد، أول معلمٍ لي (في أول ابتدائي)، ولا رحم الله الفقر والطمع .. والجنود الذين يموتون في المعارك الغلط.