نشرت صحيفة التغيير السودانية تحليلاً مطولاً عن مشاركة القوات السودانية في اليمن ، مشيرة الى الاجواء التي احاطت قرار البشير القاضي بجرّ بلاده وشعبه إلى ما بات يُعرف اليوم بـ«مستنقع الرمال المتحركة في اليمن»، حيث قال الرئيس السوداني في حوار صحافي أجري معه في آذار 2015، إنّ مشاركة الخرطوم في العمليات الجوية للتحالف السعودي «محدودة ورمزية… فهي بثلاث طائرات مقاتلة وبعض طائرات النقل فقط».
واشارت الصحيفة الى انه ” آنذاك، ربما لم يكن البشير يريد أن يقول إن القوات البرية التي أبدى استعداده لإرسالها «إذا طُلب منه»، والتي قال إنها لن تتجاوز «حدود لواء من المشاة… ستكون رمزية»، سوف تكون مطلوبة في الميدان اليمني، لكن لتضحي مكان غيرها”.
واضافت الصحيفة انه “وخلال الأسابيع الماضية، وتزامناً مع تفشّي وباء الكوليرا في اليمن حاصداً ما يزيد على 700 ضحية، اخترقت الخسائر الكبيرة التي مُني بها التحالف السعودي، خاصة صور القتلى في صفوف القوات السودانية، التعتيم الإعلامي على هزائم «تحالف إعادة الشرعية»، فارتفعت في الخرطوم الأصوات المنددة التي اتهمت الرئيس عمر البشير بـ”المتاجرة بدماء شعبه في سوق النخاسة العربية”.
وبحسب الصحيفة فلا أرقام رسمية لعدد القوات السودانية التي وصلت (أو ستصل) إلى اليمن، أو لأولئك الذين سقطوا منهم في المعارك؛ فمنذ إعلان البشير في آذار 2015 مشاركة بلاده في العدوان، تحاول السلطات السودانية جاهدة إخفاء أيّ معلومات تتعلق بالقوات البرية التي لا تزال حتى اليوم تصل عبر البحر الأحمر، بالخفاء والعلن.
ونقلا عن مصدر عسكري يمني رفيع المستوى، قالت الصحيفة، أن عدد القوات السودانية التي وصلت إلى اليمن منذ 2015 «يبلغ حوالى 8220، قتل منهم 1777 على الأقل». بدا ذلك جلياً في الأيام الماضية، إذ كشفت تطورات جبهة ميدي، الواقعة شمال غرب محافظة حجة، تخبّط قوى «التحالف» وسوء التنسيق في ما بينها من جهة، كذلك أزاحت الستار عن الدور الفعلي للسودان وحجم المشاركة في العمليات العسكرية من جهة أخرى. وليست «مصيدة ميدي الكبرى» سوى جبهة من ضمن عشرات الجبهات التي شهدت سقوط جنود سودانيين كانوا يقاتلون أبناء اليمن «الحفاة» وجهاً لوجه على الخطوط الأمامية وفي مواقع هجومية.
واردف الكاتب بالقول:” في 11 نيسان الماضي، وبالتزامن مع استهداف «القوّة الصاروخية» تجمّعات للقوات الموالية للرئيس اليمني المستقيل عبد ربه منصور هادي، في مدينة المخا في تعز، وإعلانها مقتل وإصابة «عدد كبير من الضباط والجنود السودانيين»، أعلنت الخرطوم مقتل خمسة من أفرادها، وإصابة 22 آخرين، في ما سمّته «عمليات تعرضية». وفي محاولة لاحتواء سخط الشارع، خرجت السلطات بإعلان غير واضح ولا قيمة له، ادّعت فيه “إكمال القوات السودانية المهام الموكلة إليها في المرحلة الأولى بنجاح وبدء الاستعدادات للمرحلة الثانية”.
واضافت الصحيفة :”على خط مواٍز، شهدت الأشهر الماضية تزايداً لدور القوات السودانية في العمليات القتالية، ما حوّل الخرطوم من لاعب ثانوي إلى خزّان للوحدات البرية ورأس حربتها. ويشبّه ناشط ومعارض سياسي سوداني مقيم في أبو ظبي هذا التطوّر العسكري «الخطير»، الذي حدث «بين ليلة وضحاها»، بالاستدارة السياسية الإقليمية التي فعلها البشير «بين اجتماع وضحاه» عام 2015، وتلك «الاستدارة» كانت أولى ثمارها قرار المشاركة في قصف اليمن وحصاره.
ونقلت صحيفة “الاخبار اللبنانية” عن الصحفي السوداني زهير عثمان حمد قوله بان عملية “نقل الآلاف من قوات الدعم السريع السودانية من مطار نيالا إلى المطارات السعودية المتاخمة للحدود اليمنية وبعض مطارات اليمن»، شبيهه بـ«نقل 7800 من يهود الفلاشا من مطار كسلا إلى إسرائيل، عبر الموساد وجهاز الأمن في عهد (الرئيس الأسبق جعفر) النميري عام 1985»، مشيراً إلى أن دول الخليج اختارت السودان بعدما «أخفقت كل مساعيهم مع مصر وباكستان والمغرب وتركيا وبنغلادش» لجلب جنود.