الصباح اليمني_اليمن
تسعى طهران لنسج علاقات بناءة وإيجابية مع حكومة صنعاء، وتقديم ما أمكنها من الدعم المعنوي والسياسي والإعلامي على صعيد الحرب التي يشنها التحالف السعودي الإماراتي ضد اليمن منذ 2015.
وإلى جانب هذا الدعم تقدم تبدي طهران استعدادها تقديم أي دعم مادي لتعزيز الخدمات الحكومية التي تقدمها حكومة صنعاء لعامة المواطنين، ومن ذلك دعم طهران – رغم محدوديته – للجانب الصحي، إضافة إلى استعداد طهران تقديم ما أمكن من دعم لتجاوز جوانب القصور والعثرات أمام حكومة صنعاء فيما يتعلق بالجانب التعليمي، حيث استقبل أمس الخميس وزير التربية بحكومة صنعاء، يحيى الحوثي، السفير الإيراني لدى صنعاء حسن إيرلو.
وأبدى إيرلو استعداد بلاده تقديم دعم لحكومة صنعاء لتعزيز العملية التعليمية ودفعها للتغلب على العراقيل والصعوبات التي تواجههم في الجانب التعليمي والتي كان السبب فيها التحالف السعودي الذي استهدف بقصف الطيران المنشآت التعليمية وتسبب حصاره بإعاقة العملية التعليمية منها على سبيل المثال إعاقة طباعة الكتب الدراسية بسبب الحصار المفروض على مناطق سيطرة حكومة صنعاء وعلى اليمن بشكل عام.
في المقابل لم تقدم الإمارات أو السعودية أي دعم ملموس لتحسين صورة أدواتها المحلية جنوب اليمن بما في ذلك المجلس الانتقالي الجنوبي الذي شُوهت صورته أمام الشارع الجنوبي بسبب فشله في تقديم الخدمات للمواطنين في المناطق التي يسيطر عليها الانتقالي إلى جانب فشله الأمني الذريع.
حتى على مستوى مدينة عدن التي يسيطر عليها المجلس لم يظهر الدعم الإماراتي في هذه المدينة إلا عبر تشكيل الكيانات العسكرية التي تتحارب فيما بينها بين فترة وأخرى، فيما ركزت أبوظبي فقط على التواجد العسكري في المنشآت والمناطق الاستراتيجية كجزيرة سقطرى ومنشأة بلحاف ومطار الريان بالمكلا.
الأمرّ والأنكى من ذلك هو صمت الانتقالي على تغاضي الإمارات والسعودية عن الأوضاع المأساوية التي تعيشها المحافظات الجنوبية من انهيار في الوضع الاقتصادي وتدني المستوى المعيشي وانهيار للعملة وغياب للخدمات الأساسية كالكهرباء والماء والدواء والوقود، الأمر الذي يفترض أن يدفع بالانتقالي إلى ضرورة التفكير ملياً والمقارنة بين تعاطي إيران مع أصدقائها في صنعاء ودعمها لهم وبين تعاطي الإمارات مع أصدقائها في عدن وتخليها عنهم واستغلال التحالف لهم فقط في الجبهات وهو ما جعل الانتقالي كغيره من القوى التي تنضوي فيما يسمى “الشرعية” مجرد قفاز ترتديه الإمارات والسعودية لتحقيق مصالحها جنوب اليمن ويدفع الثمن دم أبناء المحافظات الجنوبية والمخدوعين ممن ينتظرون إعادة التحالف لما تسمى الشرعية إلى صنعاء.
خليك معنا