تصاعدت حدّة الاشتباكات بمخيم عين الحلوة في صيدا، عقب اقتحام مقاتلي حركة “فتح”والقوة المشتركة منزل بلال بدر، زعيم الجماعات الإسلامية السلفية المتشددة، إلا أنها لم تتمكن من اعتقاله. ولم تتوقف الاشتباكات وتبادل إطلاق النار ، على الرغم من التقدم الذي احرزه مقاتلو فتح وعناصر القوة المشتركة، باتجاه حي الطيري وتمكنهم من اقتحام منزل بدر والسيطرة عليه هناك، من دون أن يتمكنوا من اعتقاله أو القضاء عليه. وتتركز الاشتباكات التي اندلعت إثر قيام الأخير ومجموعته بإطلاق النار، عصر الجمعة، على أفراد القوة المشتركة، في المدخل الجنوبي للمخيم الذي فرّ إليه بدر مع مسلحيه من مربعه الأمني.
وقالت مصادر فلسطينية إن اقتحام القوة المشتركة لحي الطيري والسيطرة على منزل بدر حصل فجر السبت، بعد أن التزمت عناصر القوى الإسلامية، وخصوصا عصبة الأنصار والحركة الإسلامية المجاهدة بعدم التدخل ومساندة جماعة بدر كما جرت العادة في كل اشتباك كان يحصل، وثانيا تدخل حركة فتح بقوة وقيادتها للهجوم، ورأت المصادر أن احتلال منزل بدر من دون التمكن من اعتقاله أو القضاء عليه، سيبقي الوضع الأمني في دائرة التفجير والاقتتال الدائم.
وتخوفت المصادر من اتساع رقعة المعارك والاشتباكات إلى أحياء أخرى تعتبر مربعات أمنية لمسؤولين وكوادر معروفة بتشددها وتأييدها لداعش وأخواتها، وهي أكثر قوة من حيث التسلح والتنظيم ولديها قدرة عالية في الاقتتال، وفي الدفاع عن مربعاتها وشن الهجمات.
وتوقعت المصادر بقاء الوضع في عين الحلوة على حاله، لأن حركة فتح وحدها غير قادرة على حسمه وخصوصا لجهة السيطرة على كل المربعات الأمنية التي يسيطر عليها المتشددون، بغطاء مباشر أو غير مباشر من عصبة الأنصار الإسلامية، التي ترفض الانجرار في اي اقتتال مع أي طرف محسوب على الإسلاميين.
ولم تفتح المدارس أبوابها، ليس في عين الحلوة فحسب، إنما في كل المدارس الرسمية والخاصة في صيدا المجاورة لعين الحلوة، كما استمرت حركة النزوح من داخل المخيم الذي بدت الحياة فيه شبه معدومة، وخالية من المارة.
وقطعت الشرطة اللبنانية الطريق المحاذي لمخيم عين الحلوة من الجهة الغربية في صيدا، تجنبا للرصاص الطائش، الذي وصل بعض منه، ليل أمس، إلى المدينة.