ألغت السعودية عقداً لشراء 4 سفن حربية كانت وقعته مع تركيا، وذلك بعد اكثر من اسبوع على توقيعها اتفاقيات أسلحة مع الولايات المتحدة بقيمة 110 مليارات دولار،اضافة لعقود اخرى بقيمة 400مليار دولار تدفع على عشر سنوات.
ولم تشر صحيفة “حريت” التركية التي اوردت الخبر الى اسباب إلغاء الصفقة السعودية التركية ،لكن مراقبين تحدثوا عن ان قرار الالغاء يأتي في اطار نأي النظام السعودي بنفسه عن الانظمة التي تمثل او تدعم جماعة الاخوان المسلمين،وذلك تنفيذا لتوجيهات الرئيس الامريكي دونالد ترامب الاخيرة في قمة الرياض، وهي مساع اقدمت عليها الرياض لاسترضاء الولايات المتحدة والامارات اللتين تريا ضرورة التخلص من جماعة الاخوان المسلمين، كما فعلت مع قطر،باعتبار الدوحة وانقرة اكبر حاضنيين لجماعة الاخوان المسلمين
وهو حسب مراقبين ما ترجم بالفعل عقب قمة الرياض ،وبدأ تنفيذه ضد جماعة الاخوان فرع اليمن “حزب الاصلاح”، والذي يعاني من تخلي الحليف الاماراتي السعودي وتركه وحيداً،ان لم تقوم ابوظبي والرياض بعمليات هجومية ضدهم ،وهو الموقف ذاته بالنسبة للانظمة الداعمة لهم، باعتبارهم تنظيمات ارهابية فرخت الجماعات المتطرفة الارهابية ودعمتها.
ويرى اخرون ان الغاء الصفقة ياتي في اطار سعي الرياض لإدارة ظهرها لتركيا باعتبار صفقات الاسلحة الامريكية باهضة الثمن وقد لا يتحمل اقتصادها الوفاء بكل التزاماتها ، ولكن الرياض لا تستطيع اغضاب واشنطن والغاء جزء منها ، على عكس الجانب التركي الذي ليس لديه مجال للاعتراض او الزام النظام السعودي باتفاقاتها.
واكتفت الصحيفة التركية بالقول إن إلغاء السعودية لطلبية السفن، حرم شركة “ترسانات توزلا”، التي كانت ستنتج السفن، من ملياري دولار، هي في أمس الحاجة إليها.
وخلال السنوات الأخيرة، أصبحت السعودية أحد أبرز الشركاء التجاريين لتركيا، حيث ارتفع التبادل التجاري بينهما من مليار دولار في عام 2004 إلى اكثر من خمسة مليارات ونصف المليار دولار حاليا، اي قبل اتفاق الرياض والذي قد يعيد العلاقات بين انقرة والرياض الى مرحلة الجمود والقطيعة من جديد،اذا طلبت واشنطن او ابو ظبي منها ذلك.