قلّلت صحيفة “نيويورك تايمز″ من تأثير زيارة الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط وسياسته تجاه السعودية على الصفقات التجارية مع إيران قائلة إنه بالرغم من استمرار الهجوم المتبادل بين طهران وواشنطن.
وجاء في مقالة لمراسلها في طهران أن تهديد ترامب بالاستراتيجية الإقليمية التي دعا الدول العربية إلى اعتمادها لعزل إيران، جرى تلقفه بهدوء مفاجئ في العاصمة الإيرانية، “لأن الإدارة الأميركية أظهرت في الممارسة العملية استعدادها للقيام بالأعمال مع إيران”.
وقالت الصحيفة إنه “بالرغم من اللهجة الحادة في كلا الجانبين، فإنهم في إيران ينتظرون تسلّم دفعة من طائرات البوينغ في إطار الصفقتين اللتين وقعتا مع الشركة الأميركية” مشيرة إلى أن الرئيس الأميركي الذي “قامت حملته في جزء منها على وعود إحياء العمالة الصناعية ليس راغباً على ما يبدو بالقضاء على ما يقدّر بـ18 ألف وظيفة”.
وأضافت أن المسألة الوحيدة التي تشكو منها الإدارة الأميركية وتقلقها هي اتساع نفوذ إيران في المنطقة، وهي تجعل من الضروري حفاظ الدولتين على علاقة عمل بينهما على الأقل، لأنه وفق الصحيفة “سيكون من الصعب على الولايات المتحدة حلّ مشاكل الشرق الأوسط في لبنان وسوريا والعراق واليمن من دون إيران”.
لذلك فإن بعض المحللين يقولون “إن هناك مجالاً للتوصل إلى تسوية في حال جلس البلدان للحديث معاً، مع سيطرة الولايات المتحدة على الاقتصاد الإيراني من أجل الحصول على تنازلات من قبل طهران في القضايا الإقليمية”.
وفي هذا السياق تنقل “نيويورك تايمز″ عن الكاتب والمحلل السياسي القريب من التيار الإصلاحي ماشاء الله شمس الواعظين “أن تجربة القطاع الخاص التي يمتلكها كثيرون في الإدارة الأميركية الجديدة تجعلهم أكثر ميلاً نحو فكرة المفاوضات”، مضيفاً “من ترامب إلى تيليرسون إلى آخرين هذه حكومة رجال أعمال. هؤلاء يحلون المشاكل بالصفقات لا بالقتال”.
وفي حين لم يستبعد حسين شيخ الإسلام مستشار وزير الخارجية الإيراني محمد جوتد ظريف المفاوضات المباشرة قال “إن الإيرانيين لا يزالون يحاولون معرفة نوايا ترامب”، مشيراً إلى “أنه رجل أعمال لكنه حتى في الأعمال يتصرف على نحو متهور وغير متوقع″.