الصباح اليمني_مساحة حرة
لايزال المشاهد اليمني مستسلماً للمحتوى الهابط والفن الذي لايستحق التسمية بهذا الأسم، وكل مايشاهده غوغائية وضحك وتجرد من القيم ومحاولة لتكريس عادات جهوية جاهلة تنتمي لما قبل القرن الخامس عشر فترى هذا المسلسل يحتوي على قصة ثأر بين اطراف لاتعرف الا السلاح، وذاك ينقل حياة غير متمدنة في المدينة، والبعض الآخر يكون ذو افكار جامدة مبهمة عديمة الهدف وكل المسلسلات خصوصا تلك التي تبث في رمضان يسعى كاتبوها لجذب المشاهد عن طريق الضحك والتسلية المتكلفة.
ويفرض الواقع في البلاد حالة من النُقص في الضرورات لكل عمل فني، في جوانب عديدة اهمها البيئة التي تُقام عليها تلك الأعمال والبيئة قد تكون داخلية في إطار كوكبة القائمين بالأعمال الفنية او خارجية فيما يتعلق بالشتقات النفطية والحرب والوضع السياسي، وصعوبة التنقلات، ورغم كل ماذُكر انفاً فقد شاهدنا مسلسلات في العام الماضي تغلبت على مثل تلك الضروف، ولكنها فشلت بقدر كبير في ايجاد جودة عمل فني يفرض نفسه على الشاشة اليمنية والعربية بكل اقتدار.
تتوزع جوانب القصور في جميع القائمين على تلك الاعمال ابتداءً من المخرجون وذلك بتحمل الاخطاء الفنية، وفي كتاب السينارست الذين يحددون الافكار وطرق تناولها.
وجزء كبير من الجوانب السلبية يتحملها القائمين بالأدوار التمثيلية اما بضعف ادوارهم او عدم تناسبهم مع تلك الأدوار او تناولهم للمواضيع بتكلف سخيف وبحثهم عن ميزة بكلمة او حركة كما شاهدنا صلاح الوافي في مسلسله غُربة البُن وكلمته (ياعاقل) وسير كثير من الممثلين على هذا التكلف الذي يسلخ المسلسل من فكرته، ومحاولتهم بطرق مختلفة خاطئة ان يكون لكل واحد منهم طريقته في التمثيل وجهدهم المُضني في إضحاك المُتلقي في اغلب المشاهد حتى الجدية التي يستوجب فيها إقامة الدور بجدية وهذه من اكبر الأخطاء التي يقع فيها اغلب فناني الشاشة اليمنية.
والحقيقة التي لامفر منها حتى الآن ان الوسط الفني لم ينتج عمل يتباها به ويستحق الاحترام لأجله، وللأسف.. فقط الكثير من السقوط المتتالي والمتزايد على مر الأعوام.
خليك معنا