الصباح اليمني_متابعات|
وكأن المسميات الدعائية والتجارية في اليمن منعدمة. حتى يلجأ مالكو المحلات التجارية باليمن لإطلاق مسميات على محلاتهم بأسماء مستودرة من الخليج والخارج ودول شاركت في حربها على اليمن.
“الإسم في مكان والبضاعه في مكان”
في الشارع اليمني ستصادف لوحة اعلانية تعلوا محلاً تجارياً باسم دولة اجنبية معادية لليمن ايضا في المرحلة الحالية، ستقرأ لوحة بعنوان “الاماراتي للاقمشة والملابس”، “السعودي لبيع قطع الغيار”. او “صيدلية الرياض الدوائية”، او “تموينات جده”. او “محلات ابوظبي لتسييخ التوانك”، اسم المحل في مكان والمواد التي تباع فيه بمكان آخر ولا علاقة لها باالمسمى بتاتاً. ولا هو اسم ذات دلالة ومغرى حتى يطلق صاحب المحل اسماً مستفزاً على محله في اليمن.
مسميات تعكس التغريبة الثقافية والوطنية التي يعيشها بعض التجار داخل وطنهم ويجبرون المواطنين على معايشتها وبشكل غير مباشر.
ايضا في الشارع اليمني ستجد أسماء محلات تجارية أجنبية وخليجية بالعشرات وستجد بين كل عشرة محلات اسم واحد له علاقة باليمن، أما بقيتها إما لمدن خليحية وماركات وكلمات لاتينية غير مفهومه وقد قام بعض اصحاب المحلات باختصارها وكتبوها بالعربية مثل “لاند” و “سيتي” و “فون”… الخ.
“غياب الثقافة والولاء”
والبعض من اصحاب المحلات التجارية يطلق هذه المسميات، لعدم خبرته وثقافته وولائه لوطنه، فيذهب لاختيار اسم منطقة خليجية لمتجره كاسم تجاري، وكأنه لو اطلق على محله إسماً لمحافظة يمنية ارتكب عيباً او لن يلقى شهرة، وليس مهماً لدى بعض التجار ان يطلقون اسماء يمنية على محلاتهم التجارية، ولكن على الأقل يفترض بهم أن يطلقون مسميات مناسبة ولها علاقة بما يباع في محلاتهم.
“مطلوب إصدار قانون”
في تصريح صحفي سابق قال أحد الأكاديميين بجامعة صنعاء ان فكرة قيام الحكومة بحملة ليمننة أسماء المحلات التجارية قد تكون فكره سلبية لما ستعكسه من تقوقع في محيط صغير بعد المد القومي والديني وغيره بين الدول العربية.
“لوحات مستفزة”
الناشط رضوان سبيع في منشور سابق له على صفحته بالفيس بوك علق فيه على اسم محل صرافه باسم السعودية، وقال سبيع انه “في حال لم تقم السلطة القضائية والأجهزة الأمنية بواجبها في تأديب صاحب هذا المحل واقتلاع هذا المنكر وكذلك محاسبة الجهة التي منحته التصريح ليفتح محل صرافة بهذا الاسم وسط العاصمة صنعاء”.
واعتبر سبيع ان اللوحات الإعلانية بهذه المسميات المستفزة “عار ويجب ان يمحى فوراً من أعلى المحلات وغيرها”.
يرى مراقبون إنه من غير المعقول إزالة أسماء محلات تجارية قديمة وأصبح لها شهرتها في السوق ولدى المستهلكين، لكن من غير المنطقي أن نجد أسماء لمحلات تجارية كمحل الصرافة الآنف الذكر والذي تم افتتاحه قريباً وفي ظل الحرب التي يشنها التحالف على اليمن بقيادة السعودية، ونظراً لكون هذا الموضوع أثار ضجة في الشارع اليمني ولدى الناشطين بمواقع التواصل الاجتماعي فقد استجابت الجهات المختصة لمطالبات الناشطين وقامت بدورها بالنزول لتغيير اسم الصرافة، الأمر الذي يكشف مدى الجرح النفسي الذي تسببت به السعودية في نفوس اليمنيين بسبب حربها على اليمن لدرجة أنهم لم يتقبلوا اسمها على محل تجاري في صنعاء.
وكان الناشطون قد طالبوا الجهات المختصة بالقيام بدورها في الحفاظ على البيئة التجارية اليمنية التي يعود تاريخها الى اقدم العصور.
“مقترحات”
ويقترح ناشطون على التجار والبيوت التجارية اختيار اسماء لشركاتهم ومحلاتهم من داخل البيئة اليمنية المليئة بمئات بل بآلاف الأسماء الحضارية والتاريخية والأماكن العريقة التي تمثل الهوية اليمنية وفي مختلف المجالات، مثل قتبان وحمير وسبأ ومعين ودار الحجر وقلعة القاهرة وأسماء الوديان والجبال المشهورة بها اليمن وبما يعزز اعتزاز المواطن بإرثه وتاريخه، أفضل من اطلاقهم مسميات لمدن خليجية او لماركات أجنبية وكلمات مفرغه المضمون ولا علاقة لها بمحلاتهم أو نشاطهم التجاري.
- مقال منشور للكاتب في موقع المساء برس..