الصباح اليمني_مساحة حرة
لم تكن المملكة المتهالكة تظن انها ستصل لهذه المرحلة من اليأس والانكسار، ففي ايام العدوان الاولى كنا نسمع الاقاويل التي تجازف ان دخول صنعاء سيكون في غضون الساعات القادمة وتناولت وسائل اعلامهم الكثير من الشعارات ابرزها كان قادمون ياصنعاء.
وبالفعل اجمعوا حشودهم وتداعوا من شتى بقاع الارض من جنجويد وبلاك ووتر وسودان وصومال ومن شتى الجنسيات العربية وغير العربية وباشراف وضوء اخضر من امريكا وبطمس لكل جريمة ارتكبوها من قبل الامم المتحدة ومنظماتها اللانسانية، واحتشدوا واعدوا كما فعل المشركين يوم الاحزاب، وفي الحقيقة لم يكن الشعب اليمني يرى ان هذا الحقد الدفين من يُدبر له، وكان يرى في جميع الدول العربية اشقاء تجمعنا القضية الفلسطينية، وكما اسلفنا ان تلك الحشود اتخذت طريقها ولم يكن يراود قادة جيوشها في الداخل من المرتزقة والخارج اي شك ان الطريق إلى صنعاء ستشوبه العوائق وانما محفوفاً بالورود والزهور كما كانوا يصفون لجنودهم المغرر بهم بالمال السعودي.
ولم تحظى هذه الجيوش بالطمأنينة الا ولاقت الاستبسال والصمود والتنكيل الالهي بايدي اليمنيين، حيث لم يكن هناك خيار آخر غير الصمود والتحشيد والاعداد للحرب في الخطة التي وضعها السيد القائد عبدالملك بدر الدبن الحوثي في بداية العدوان، والتي على مسارها انطلق اليمني الاشعث الاغبر من بيته حاملاً سلاحة وكرامته وعلى عاتقه دماء الابرياء من اطفال ونساء وشيوخ مؤمنا بعدالة القضية وشعاره الصمود والنصر، وكان ذلك من حليفه فقد قلب المعادلة بتمكين إلهي رباني.
وهانحن الآن على اعتاب نهاية العام السادس وقد جسد المقاتل اليمني ملاحم النصر وخاض الغمار وكسر غرور قادة الاستكبار واجهض تحشيدهم وعادوا بخفي حنين يجرون الخزي والعار والهزيمة، وفيما المقاتل اليمني يطاردهم في اودية وشعوب مارب تفصله عن المدينة التاريخية بضع كيلوهات، ومن جانب اخر تغيرت الاستراتيجية الدفاعية في بداية العدوان إلى هجومية، تصل صواريخنا معاقلهم في الرياض وابوظبي واصبح بمقدورنا ان نرد الصاع صاعين والعين بالعين والسن بالسن.
خليك معنا