الصباح اليمني_مساحة حرة|
أصبحت السعودية تعيش وضعاً مزعزعاً غير مستقر، ويبدو أن مجازفاتها بالتدخل في شئون كثير من دول المنطقة جعلتها تبدو وكأنها منتزعة من الحاضر والواقع الذي أنتجته تهوراتها غير المحسوبة العواقب، ومرمية باتجاه مستقبل مجهول لن يكون إلا حصاداً حتمياً لما تبذره سياساتها
من شرور طاولت الأوضاع المعيشية لعدد من الشعوب ومست كراماتهم وحرياتهم وحوّلت حياتهم إلى جحيم لا يطاق، فقد أسست للنزاعات المصبوغة بالعنصرية والطائفية والمناطقية والمذهبية لتمزيق تلك الشعوب وإضعافها حتى تتمكن من تحقيق أهدافها وأطماعها التوسعية في دول المنطقة، تماماً كما تفعل مع حليفتها الإمارات في اليمن.
وحسب محللين، بدأت السعودية حصد ثمار ما زرعته في مناطق أطماعها وتدخلاتها المصحوبة بحملات إعلامية تلميعية بما تحمله من شعارات إنسانية تهدف إلى التحكم بوعي الشعوب لإقناعها بأن تلك الأيادي الملطخة بدماء الأبرياء، الذين يموتون قتلاً بأسلحتها الفتاكة أو جوعاً بسياساتها المناقضة تماماً لشعاراتها، ويؤكد المحللون أن نتائج تلك السياسات بدأت تظهر في العمليات الهجومية على أراضيها ومنشآتها، سواء ما تتبناه قوات صنعاء من هجماتها المستمرة والموجعة على مطارات المملكة ومنشآتها النفطية، أو تلك التي لا تزال مجهولة ومحاطة بتكتم شديد.
هجوم مجهول المصدر على ميناء جدة السعودي، يوسع دائرة التوجس والقلق من انهيار حالة السكينة التي كانت تعيشها المملكة نتيجة الهالة الكبيرة من التلميع التي كانت تحيط بها نفسها عبر منظومة إعلامية هائلة، حيث يبدو أن أدوات التلميع التي تضلل الشعوب أصبحت غير قادرة على استمرار في إخفاء الوجه الحقيقي للمملكة الذي ظلت تواريه خلف شعارات وعناوين العمل الإنساني، ويرى مراقبون أن ما تتعرض له السعودية الآن من هجمات معروفة أو مجهولة المصادر يأتي في سياق تنامي النزعات الانتقامية من مشاريعها التخريبية التي دمرت اقتصادات شعوب وبلدان كثيرة في المنطقة، بالإضافة إلى القتل العبثي الناتج عن الصراعات التي تغذيها الرياض في عدد من الدول التي وجدت نفسها تدار سعودياً بعدما كانت المسألة مقتصرة على مشاريع إغاثية ومساعدات إنسانية.
الهيئة البريطانية لعمليات التجارة البحرية وعدد من وكالات الأنباء أكدت وقوع انفجار عنيف استهدف سفينة “بي دبليو راين” التي ترفع العلم السنغافوري قبالة ميناء جدة السعودي على البحر الأحمر، في ساعة مبكرة من صباح اليوم الإثنين، مكتفية بالإشارة إلى أن منفذ التفجير مصدر خارجي، الأمر الذي يعده مراقبون نتيجة طبيعية لكثرة المظالم التي ترتكبها السعودية في المنطقة والأوضاع المأساوية التي تتسبب بها سياساتها التدخلية في شئون الدول.
وكما هي عادتها، لا تزال السعودية تتكتم على الهجوم الذي استهدف سفينة نفطية قبالة ميناء جدة، لكن ذلك لا يعني أنها ستكون في مأمن على المدي القريب من هجمات مشابهة، فالأصوات المناوئة لسياساتها أصبحت أكثر من أن تُحجب أو تُسكت، ورغم أن الرياض لم تعترف رسمياً بالتفجير في ميناء جدة؛ إلا أن ناشطيها على مواقع التواصل تداولوا خرائط سير الرحلات الجوية المتجهة إلى مطار عبدالعزيز الدولي في جدة بعدما حولتها السلطات السعودية إلى مطار الأمير محمد في المدينة، وقد أجبرت الطائرات على تغيير مسارها وهي في سماء جدة، ولا تفسير لذلك الإجراء سوى التفجير الجديد لسفينة النفط السنغافورية في ميناء جدة.
اشترك في قناتنا على التليجرام:
المصدر: مقال منشور للكاتب في البوابة الإخبارية اليمنية
خليك معنا