الصباح اليمني_صنعاء
تقرير_ محمد مجيب الحداد
تعاني اغلب المحافظات اليمنية على رأسها العاصمة صنعاء، من ازمة خانقة نتيجة لانعدام مادتي البترول والديزل، الامر الذي سبب معاناة يومية للمواطن اليمني البسيط، خاصة أصحاب الدخل المحدود، ومن يعتمدون على الدخل اليومي لامتلاك قوتهم، ومنهم على سبيل المثال مالكي سيارات الأجرة.
“الصباح اليمني” حاول تلمس معاناة هذه الفئة من المجتمع، لمعرفة انعكاسات استخدام تحالف الحرب لورقة الحصار الاقتصادي وخاصة المشتقات، على وضع مالكي سيارات الأجرة.
يذكر يحيى سليمان لـ”الصباح اليمني” وهو يعمل سائق تاكسي في العاصمة صنعاء: “لولا انعدام البترول لكان الوضع افضل بكثير مما هو عليه الآن”، مضيفاً “كنا قبل ان يقطعوا البترول نطلب الله على أولادنا ونحاول بقدر الأماكن توفير الحاجات الضرورية وكنت أحيانا ارفع خلال اليوم من الصباح الى المساء 3 الى 5 ألف ريال، اضعها احتياط لو تعطلت السيارة او حصل مرض او أي شيء طارئ، الان خلال يوم كامل لا أستطيع ان أوفر مصروفي الخاص فقط، ولكن ستر الله علينا”.
وعند سؤالنا عن مدى إقبال المواطنين على استخدام سيارات الأجرة للتنقل في ظل انقطاع المشتقات النفطية، قال سليمان: الناس أصبحوا يفرون من التاكسي، ولا يركب التاكسي الا من هو مضطر مثلا من لديه مرض او عائلة او مشوار لا يمكن للباص او أي وسيلة نقل أخرى الذهاب اليه، والسبب هو التكلفة المرتفعة للركوب في التاكسي، وهذا بسبب انعدام البترول”.
وتابع سليمان:” كان زمان أيام ما كنت اشترى الدبة البترول (20 لتر) قبل نشتريها بـ1500 ريال وكانت الحياة مخارجة، وكنت أوصّل الراكب اكبر مشوار بـ1000 ريال وبعدها جاءت الحرب والحصار وانعدم البترول وطلع سعر الدبة البترول الى 6000 ريال ورغم ذلك كنا نكابد الحياة بالحاصل رغم غلاء الأسعار، وكنت أوصل الراكب مشواره الى حدود 3 الى 4 ألف اكبر مشوار، لكن الان مثلاً أنا هنا منتظر (باب مستشفى الكويت) من الساعة الـ8 صباحاً والان الساعة 12 الظهر ولم أجد أي راكب أو أي مشوار.
3 أيام طابور ويوم واحد عمل
وأضاف: الحرب دمرت اليمن، واليمنيين كلهم وضعهم ما عاد يسمح بسبب انقطاع الرواتب والبعض فقد عمله، أحيانا يأتي راكب ويريد مشوار إلى مكان بعيد وبالسعر القديم كان سعر الدبة البترول (20لتر) بـ6000، والمشوار بـ1000 ريال، والان سعر الدبة 13 ألف وما نحصلها (ليس متوفر) والراكب يشتي نفس المشوار بنفس السعر القديم!، نطوبر في المحطة ثلاثة أيام ونعبي 20 او 40 لتر، واحيانا ينتهي مخزون المحطة من البترول قبل أن يصل دوري للتعبئة، ويضيف “نخرج نشتغل يوم او يومين بالكاد نحصّل حق البترول واحيانا نلف من مكان لمكان ومن فرزة لفرزة او امام المستشفيات ندور ركاب أحيانا تلقى راكب وهو الاخر حالته متعبه، لذلك أحيانا تمشي يومك بمصروفك فقط، واحيانا نخسر على الفاضي، يوم لك ويوم عليك”.
وفي سؤل لـ”الصباح اليمني” حول اثر انعدام مادة البترول على شراء المصروفات اليومية أجاب: “أي مصروف يومي يا اخي، يالله نقدر نشتري للعيال الحاجات الأساسية عشان يعيشوا، ما عاد نشتي ولا مصروف، اشتي اشتري لهم أكل يأكلوا فقط، بر، وغاز، وماء، فقط، ولا عاد اشتي ولا حاجة”.
يمثل يحيى سليمان نموذجاً مختصراً لمعاناة آلاف العاملين على وسائل النقل بسبب انعدام المشتقات النفطية جراء الحصار الذي يفرضه تحالف الحرب على اليمن.
وبحسب الأمم المتحدة فإن الحرب الاقتصادية التي يشنها التحالف منذ مارس 2015 تسببت بأسوأ كارثة إنسانية في العالم، كون استخدام التحالف للورقة الاقتصادية كورقة ضغط وحرب على الشعب اليمني يعتبر جريمة إبادة جماعية كون آثارها لم تقتصر على المواطنين فقط، بل تجاوزت ذلك إلى الإضرار بالمؤسسات الخدمية كالمستشفيات والمراكز الصحية ومصانع إنتاج الأوكسجين الخاص بالمستشفيات ومولدات الطاقة الكهربائية لهذه المؤسسات الهامة والتي يتوقف على تشغيلها حياة الآلاف من المرضى خاصة مرضى الفشل الكلوي والربو.
وفي آخر مؤتمر صحفي لشركة النفط التابعة لحكومة صنعاء، قال المدير التنفيذي للشركة عمار الأضرعي بان التحالف لا يزال يحتجز 19 سفينة محملة بالوقود في عرض البحر الأحمر.
وقال في مؤتمر صحفي عقده بميناء الحديدة قبل أيام قليلة بعد وصول أول سفينة محتجزة من أصل 3 سفن هي فقط ما سمح التحالف لها بالدخول إلى الميناء، إن فترة الاحتجاز تصل الى 199 يوما الامر الذي يجل الشعب اليمني يدفع ايجار تلك السفن بعشرات الملايين وهي محتجزة من قبل التحالف، قبالة سواحل الحديدة.
وأضاف الأضرعي: يتكبد الشعب اليمني مبالغ كبيرة لدفع ايجارات السفن التي يتم قرصنتها من قبل التحالف.
عجز أممي
يذكر ان اتحاد سائقي سيارات الأجرة ان نفذ أكثر من وقفة احتجاجية امام مقر الامم المتحدة بصنعاء تنديدا لما تتعرض لها سفن المشتقات النفطية من احتجاز تعسفي من قبل التحالف السعودي الاماراتي، ومنعها من الدخول الى ميناء الحديدة، مما يؤثر على عملهم وانقطاع مصدر الدخل الوحيد لإعالة اسرهم، رغم ذلك لم تجدي وقفاتهم نفعا ولم تحرك للامم المتحدة ساكنا، والتي بدت عاجزة عن دفع التحالف الى الكف عن حربه الاقتصادية ضد الشعب اليمني.
خليك معنا