الصباح اليمني_متابعات|
ثلاثة اشهر مرت على الجولة الاخيرة من المفاوضات التي ترعاها السعودية بين اتباعها جنوب اليمن، ولا مؤشر على تقدم يذكر، سوى التحركات العسكرية والتصعيد السلمي على الأرض، فهل اخفقت الرياض أم انها تعد لحسابات خاصة؟
في العشرين من مايو الماضي، اطلقت السعودية جولة جديدة من المفاوضات، وذلك على ايقاع اشرس المعارك في ابين وصولا إلى سقطرى والساحل الغربي لليمن، لكن رغم نجاحها في اخماد المواجهات أو تقليص حضورها اعلاميا بتسليط الضوء على فندق الريتز كارلتون، حيث تعقد مفاوضات خلف جدران مغلقة، لم تستطيع تحقيق أي خطوة مع أن المفاوضات سياسية فقط ولم يبدا الشق الاصعب منها بعد.
كان من المفترض ان تكون السعودية قد قطعت شوطا كبير في تنفيذ الشق السياسي والمقتصر اصلا على تشكيل حكومة ومحافظين بالمناصفة، لكن لا شيء حدث حتى الأن مع أن الرياض القت بكل اوراقها في الجولة الاخيرة.
تقول الأنباء الواردة من الرياض أن مفاوضات اليومين الماضين انتهت بشجار بين وفد هادي، وتحديدا مستشاريه عن الجنوب والشمال، وهذا ما دفع الرياض لإعادة تشكيل الوفد بالمناصفة وهو ما يعني فعليا منح الانتقالي ورقة رابحة في اية مفاوضات مرتقبة، وهذه الخطوة تؤكد الانباء التي تتحدث عن مقترح سعودي لطي صفحة “الشرعية” تلك التي يتلبسها هادي ومحسن ومن ورائهما الاصلاح بنقل صلاحيات الرئاسة إلى رئيس الحكومة المقترح ، معين عبدالملك.
بدأت السعودية بالفعل تسويق عبدالملك، الخصم اللدود لهادي، والمدلل الاماراتي، بزيارة تاريخية لم يكن يحلم بها هادي نفسه إلى مصر، حيث ابرم اتفاقيات هناك تخول مصر بالتواجد العسكري.
ومع أن الهدف السعودي من مشي معين على السجادة الحمراء في مطار القاهرة كان ايصال رسالة للمجتمع الدولي بطي صفحة هادي ، وفق ما يراه جلال الشرعبي- الصحفي المقرب من السفير السعودي في اليمن، محمد ال جابر،- الا انها ارادات من خلالها ايضا توصيل رسالة لاتباعها في الداخل وتحديدا حزب الاصلاح الذي بدأ تحركات تخدم تركيا عند الساحل الغربي لليمن.
قد يصبح معين عبدالملك، هادي اخر، نظرا لعدم امتلاكه قاعدة شعبية أو يستظل بمظلة حزبية وقبلية أو حتى مناطقية، ناهيك عن الدعم الذي يحضا به من التحالف والانتقالي واطراف اخرى حزبية وسياسية واجتماعية، لكنه في الاخير يبقى مجرد ورقة لتنظيف قذرة السعودية والامارات بعد استهلاك هادي، وهو اليوم يثبت ذلك بانقلابه حتى على هادي وقد قلم اظافر بطانته في الجنوب بكسر احتكارهم للوقود ويواصل دعم الانتقالي في معركته ضد هادي.
وبغض النظر عن مساعي السعودي تلبيس “الشرعية” من جديد، كونها في الاخير عجينتها، تبدو المخاوف الاكبر الان من أن تدفع الضغوط السعودية بقوى داخل “الشرعية” نفسها لتفجير حرب جديدة في المناطق الخاضعة لسيطرتها أو جر اذيال الحرب إلى عواصم دول اخرى لتصبح اليمن ساحة حرب دولية بالوكالة.
هذه المخاوف تبرز فعليا من خلال التحركات الاخيرة لأطراف داخل الشرعية، وابرزها محسن ومن خلفه الاصلاح حيث يلوحان بتسليم مأرب تارة وتفجير الوضع عند الساحل الغربي لليمن في اخرى ناهيك عن التحالف مع تركيا وحتى ايران، وفي الوسط وتحديدا في ابين وشبوة وصولا إلى حضرموت والمهرة تتحضر عشرات الفصائل والالوية لتفجير معركة شاملة هذه المرة قد تكون بدعم عابر للتحالف السعودي – الاماراتي نظرا للتحرك القطر – التركي، وتلك المخاوف هي ما دفعت السعودية والامارات لاستدعاء مصر أو بالأحرى جرها إلى مستنقع الحرب الذي لا تريد خوضه ..
فعليا وكما يؤكد مستشار هادي، عبدالعزيز جباري، الذي غادر مفاوضات الرياض ناقما على فروض السعودية، فإن التحالف اعلن الحرب على “الشرعية” وكل ما يدور في اروقة فندق الريتز أو حتى على الارض حيث يستعد التحالف لإكمال سيطرة الانتقالي على محافظات شرق اليمن سواء في شبوة أو المهرة ، اخر معاقل هادي، بالتزامن مع تحرك لطارق صالح صوب تعز، مجرد مخاض عسير لولادة كيان جديد يحمل لقب “الشرعية” ، فالسعودية التي صاغت الاتفاق بيدها جميع الاوراق لتنفيذه، لكنها لا تزال تحاول المراوغة حاليا بغية تفكيك المنظومة القديمة للشرعية حتى لا تصحا على قلب موازين القوى ضدها أو حتى لا تذهب القيادات القديمة نحو تحالفات دولية وهذا بتأكيد خطوة التحالف الاخيرة بتقييد تحركات مسؤولي هادي خصوصا المعروفين بمناهضته عبر اجبار شركات الطيران بارسال جوازات المسافرين إلى غرفة عمليات سعودية خصص لهذا الغرض.
المصدر: الخبر اليمني
خليك معنا