الصباح اليمني_الخليج
قالت صحيفة روسية إن الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها السعودية دفعتها إلى تأجيل خططها الطموحة للحد من الاعتماد على النفط وتنويع مصادر الدخل.
وأشارت صحيفة “فزغلياد” الروسية، في تقرير إلى أن انهيار أسعار النفط وحالة الإغلاق الكلي جراء تفشي فيروس كورونا، أجبر السعودية على اتخاذ إجراءات تقشف، وزيادة ضريبة القيمة المضافة ثلاث مرات، في بلد لم يكن قبل عامين من الآن يعرف ما هي هذه الضريبة بالأساس، حيث تم اعتمادها رسميا في 2018.
وكانت إصلاحات 2018 جزءًا من رؤية 2030 للتطوير الاقتصادي التي أطلقها ولي العهد السعودي قبل أربع سنوات.
وقد وعد الأمير محمد بن سلمان حينها بأن بلاده يمكنها أن تعيش دون نفط بحلول عام 2020، وأنها لن تهتم مستقبلا بأسعاره.
وبحسب وسائل إعلام أجنبية، تشكل عائدات النفط حوالي 90 بالمئة من ميزانية المملكة العربية السعودية، وليس 70 في المئة مثلما تروج الحكومة السعودية. وللمقارنة، لا تتجاوز عائدات النفط والغاز في روسيا نصف الميزانية.
وأكدت الصحيفة أن إجراءات التقشف السعودية تشير بشكل واضح إلى أن اقتصاد البلاد في حالة كارثية.
وبينت الصحيفة أن المملكة دأبت على تحديد ميزانيتها على اعتبار أن سعر برميل النفط يتراوح بين 70 و80 دولارا، بينما في روسيا، تُحدد ميزانيتها على اعتبار أن سعر النفط لا يتجاوز 45 دولارا.
وتعليقا على التدهور الاقتصادي الذي تعيشه المملكة، قال وزير المالية السعودي إن الأزمة التي تعيشها البلاد لم يشهدها العالم من قبل في التاريخ الحديث، موضحا أن عائدات النفط تراجعت بسبب انخفاض النشاط الاقتصادي، بينما ارتفعت نسبة الإنفاق نتيجة الإنفاق الطارئ على القطاع الصحي والمبادرات المتخذة لدعم الاقتصاد بعد انتشار فيروس كورونا.
من هذا المنطلق، يتطلب تراجع أسعار النفط في مارس/آذار من هذا العام إنفاق المملكة حوالي 27 مليار دولار لدعم الاقتصاد. وبحسب زياد داود، الخبير الاقتصادي في بلومبيرغ إيكونوميكس، فإن ثلث المبلغ خصص لتلبية
ومن أجل أن تتمكن الحكومة السعودية من تدارك العجز في الموازنة، ينبغي أن تناهز أسعار النفط 70 دولارا للبرميل الواحد، وذلك بحسب ما يراه كبير الخبراء في مؤسسة “بي كا سي بوركر” للاستثمارات والاستشارات والخدمات المالية، أنطون بوكاتوفيتش.
بحسب المحلل الاقتصادي في مؤسسة الباري، ألكسندر رازوفاييف، فإن السعودية أصبحت المتضرر الأكبر من حرب أسعار النفط التي أعلنتها بنفسها، ببساطة لأن موسكو لم تعلن أي إجراءات تقشفية مثل تلك التي أعلنت عنها الرياض مؤخرا.