بقلم:معن حمية|
تعقد في الحادي والعشرين من الشهر الحالي قمة إسلامية ـ أميركية على أرض المملكة العربية السعودية الحاضر الأبرز فيها رئيس الولايات المتحدة الأميركية دونالد ترامب، ما يجعلها محلّ متابعة على أكثر من صعيد، لمعرفة ما ستتمخّض عنها من توجهات وقرارات، بعضها سيظهر للعلن، وبعضها يبقى مستتراً.
أهداف القمة بحسب المتابعين تثبيت الوكالة الممنوحة للسعودية بما خصّ قيادة «الدول الإسلامية» التي هي في الأصل تحت «العباءة» الأميركية، ومكافأة السعودية على دورها في تسعير الخطاب المذهبي وتوفير الدعم لمنظمات متطرفة تمارس الإرهاب في سورية.
ومن جملة الأهداف أيضاً، ما أشار إليه موقع الكتروني للاستخبارات الصهيونية، حيث جزم بأنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيُعلن من العاصمة السعودية الرياض، عن تشكيل «ناتو عربي إسلامي سني»! ودائماً يستخدم الإعلام الصهيوني تعابير ومصطلحات طائفية ومذهبية.
ولأنّ العدو الصهيوني هو الأقدر على معرفة ما يُرسم للمنطقة والعالم، نتيجة العلاقة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، فإنّ وسائله الإعلامية والاستخبارية ليست عاجزة عن تقديم معطيات كافية حول أهداف القمة. ولذلك فإنّ الإعلان عن قيام «ناتو عربي – إسلامي…» بحسب ما أشار اليه الموقع الإلكتروني الصهيوني، جرى التمهيد له، بحملات التصعيد ضدّ إيران، وهي حملات تناوب على شنّها الأميركيون والسعوديون والصهاينة وأدواتهم الإرهابية. في وقت يحرص المسؤولون الصهاينة على إطلاق تصريحات عن علاقات صداقة تجمع الكيان الصهيوني بدول عربية وتحديداً السعودية، وآخر التصريحات ما أعلنه رئيس معهد السياسات والاستراتيجية غاموس غلعاد الذي أكد أنّ «هناك دولاً صديقة أمنية كالأردن ومصر والسعودية».
واضح أنّ الاستراتيجيات الأميركية تضع أمن «إسرائيل» في رأس أولوياتها وتعتبره جزءاً من أمنها القومي. وهذه استراتيجيات ثابتة لا تتبدّل بتبدّل الإدارات، كما أنّ الالتزام الأميركي تجاه السعودية لا يزال قائماً، ولن يهتزّ على الإطلاق، ففي العام 1945 وقّع الرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت والملك السعودي عبد العزيز آل سعود اتفاقاً على متن السفينة «كوينسي» ينصّ على أن توفر الولايات المتحدة الحماية اللامشروطة لعائلة آل سعود الحاكمة، مقابل ضمان السعودية لإمدادات الطاقة التي تريدها الولايات المتحدة، وقد تمّ تعيين مدة الاتفاق بستين عاماً، جرى تجديدها لستين عاماً أخرى في العام 2005.
وعليه، فإنّ اختيار ترامب بأن تكون أولى زياراته الخارجية إلى السعودية ومن ثم «إسرائيل»، إنما ينطوي على توجيه رسائل في أكثر من اتجاه، ولا شك في أنّ القمة الإسلامية الأميركية ستتكفل بتوضيح الرسائل وترجمتها. خليك معنا