الصباح اليمني_مساحة حرة|
لا يخفى عنكم أن السعودية ومعها الإمارات ومنذ اعلانها الحرب في اليمن وتمكنها من حصار اليمن خلال الأعوام الماضية، لم تتوقع أن يكون هناك أي حراك شعبي أو رفض للتواجد السعودي أو يخالف توجهاتهما وأطماعهما في اليمن، وتمكنهما فعلياً من تقويض العملية السياسية والاعتراف الدولي بالحكومة المتواجدة في الرياض.
ومنذ بدء الحراك الشعبي في محافظة المهرة ليمثل الحراك الوحيد المناهض للتواجد السعودي والتأكيد على المطالب بحماية السيادة الوطنية وعودة الحكومة اليمنية لممارسة عملها من داخل اليمن والحفاظ على مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية بما يمنحها القدرة على ممارسة واجبتها.
مثل هذه التحركات ازعجت السعودية بشكل غير مسبوق خاصة وأن خطة الهيمنة السعودية الإماراتية بدأت مبكراً منذ تشكيل النخب والأذرع العسكرية وسبق كل ذلك إرهاصات تقوية مثل هذه المليشيات المناهضة للحكومة منذ منع طائرة الرئيس عبدربه منصور هادي من الهبوط في عدن مطلع يناير 2017، مروراً لما حدث في سقطرى في 2018 من قبل الإمارات ، وصولاً إلى الأحداث الأخيرة في عدن أغسطس 2019، وهو ما نعيش تبعاته بسبب تراخي الحكومة الشرعية وأجهزتها رهن التوجيهات السعودية .
ظلت المهرة البعيدة عن مناطق الصراع المكان الأكثر أمناً والجزء الفعال والأخير في كيان الجمهورية اليمنية من خلال تفعيل منفذ شحن البري مع سلطنة عمان لمرور الحالات الانسانية واليمنيين المتوجهين إلى خارج البلاد بعد ان حاصرت السعودية كافة المنافذ البرية والبحرية ومعها الموانئ الجوية والمطارات.
واستمرار فتح منفذ شحن كان أكثر الأمور التي تزعج السعودية والذي ظل مفتوحاً خلال الأعوام الخمسة الماضية، وكان رافداً وطنياً لخزينة المحافظة والدولة.
وعلى الرغم من استمرار السعودية في ترويج أكاذيبها وشائعتها عن المهرة وما يحدث فيها، ولم تستطيع لا السعودية ولا السلطة المحلية الخاضعة لها خلال الأعوام الماضية من اثبات قضية واحدة مما يروجون لها وقطيع الأدوات الإعلامية المختلفة المتملقة للسعودية.
تعبث السعودية منذ بدء الحرب بمصير الشعب اليمني أجمع ومصير دولتهم بسبب انقياد الساسة والنخب التي استمرت في تواجدها في الرياض لأعوام والذين يحدث هذا الأمر دون أن يحركوا ساكنا ويرضخ معها القرار السياسي والسيادي لليمن بأكمله .
وبعد هذه الأعوام فهل لايزال هناك شك من النوايا السعودية والإماراتية وتحالفهما ضد اليمنيين.؟ لا اعتقد أنه يمكن خداعنا مرة أخرى بعد هذه الأعوام من التواجد السعودي في المهرة خاصة واليمن عامة.
أصبح تحدي أبناء المهرة ومعهم الأحرار من كافة ارجاء اليمن أكبر من ذي قبل للنضال من اجل استعادة وطنهم وسيادتهم المسلوبة بيد الأشقاء الأعداء الذين فضلوا أن يرزح شعبنا في الفقر والصراعات لسنوات حتى قبل أن يشنوا حربهم الظالمة.
خليك معنا