الصباح اليمني_متابعات|
يستغل الشيخ القبلي والقيادي المنشق عن المجلس الانتقالي، صالح بن فريد العولقي، مؤتمر القوى الجنوبية، المنعقد حاليا في بروكسل، لاستقطاب قيادات جنوبية في الخارج إلى صفه، وقد عقد اجتماعات عدة على هامش المؤتمر الذي سبق للإمارات وان افشلت التئامه في الاردن، قبل اشهر .
هذه التحركات تأتي بموازاة تحركات أخرى في الداخل بداها العولقي من شبوة حيث نجح في فصل قيادات شبوة عن الانتقالي وقد تحدثت الانباء عن رصد المجلس المسيطر على عدن مكالمة للعولقي بناطق المجلس سالم ثابت يقدم فيها العولقي مغريات مقابل استقالة الاخير، وهذه المكالمة دفعت الانتقالي لفرض اقامة جبرية على ثابت العولقي، مع أن الاخير ليس الاول الذي يقدم استقالته، إذ تشير التقارير إلى أن حصيلة الاستقالات من الانتقالي في شبوة تجاوزت العشرات على مدى الايام الماضية عقب استقالة رئيس فرعه علي محسن السليماني، وهذه كلها بفضل “الصراع المناطقي المتصاعد” مع قوى الضالع في المجلس والذي تتحدث تقارير اخبارية عن تغذيتها من قبل الإمارات بدفع اتباعها في عدن إلى استهداف ابناء شبوة وأخر ذألك الاستهداف احتجاز عشرات القاطرات لمواطنين.
التطورات هذه هي في المجمل مؤشرات على أن التحالف الذي فشل في تنفيذ اتفاق الرياض حتى الان يحاول ايجاد حل وسط بين فرقاء الجنوب في عدن وشبوة، إذ تشكل الاخيرة الخاضعة حاليا لسيطرة قوات هادي أو بالأحرى فصيل الاصلاح، المفصل في موازين المعادلة جنوبا، فالانتقالي يراها مصدر دخله والاخوان يأبون التفريط بها حتى الان على الأقل، ولا سبيل للتحالف السعودي-الاماراتي الذي حدد 90 يوما لتنفيذ انسحاب قوات هادي من شبوة ويسعى لايجاد بديل متفق عليه من كل الاطراف، لكن خلافا لتوجهات التحالف لتسليم شبوة لقوى بداخلها، والانباء التي تتحدث عن دعمه للعولقي ذي الثقل الاجتماعي والقبلي الموالي للإمارات لتشكيل كيان مستقل حامل لـ”للقضية الشبوانية” ، ثمة نقمة حقيقة من قبل الانتقالي وهادي على بن فريد الذي زار قبل تحركاته الاخيرة الساحل الغربي.
“الشرعية” عبر ناشطيها بدأت حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تصور بن فريد كـ”خنجر في خاصرتها” والانتقالي كان رئيسه اكثر غضبا وقد نفجر خلال اجتماعه الفصلي وهو يشير إلى أن هزيمة قواته “النخبة الشبوانية” كان مدبرا في شبوة دون ان يحدد الجهة مع ان تركيز هجومه كان منصبا على قيادات في المجلس مشاركة في مؤتمر بروكسل في اشارة واضحة لبن فريد العولقي وربما للإمارات التي تدعمه حاليا.
اللكنة المناطقية في خطاب الزبيدي لم تكن الاولى فقد سبق للقيادي في المجلس يحي الشعيبي وأن استحضر جرائم قيادات شبوة في حرب يناير من العام 1986 عندما وصف احمد مساعد حسين بمصاص الدماء وقاتل اهله احياء، لكنه هذه المرة تعكس طفح الانتقالي من شبوة وقياداتها وايمانا بخروج المحافظة النفطية عن سيطرة المجلس الذي اصبح ناشطوه في هجوم مستمر على قادة شبوة واتهامهم بالخيانة والعمالة وبيع الجنوب في 1994 بـ”دولارات مزيفة” واليوم بـ”مناصب وهمية”.
وضع “هادي” في شبوة لا يبدو افضل من الانتقالي، فخلافا للمجلس الذي خرج من لعبة الصراع على شبوة مبكرا وتحديدا في اغسطس الماضي عندما هزمت قواته على يد “الاخوان” تواجه “الشرعية” حاليا وضع صعب برز بالتصعيد الاماراتي الاخير عبر ارسال تعزيزات واستحداث مدرج للطيران في بلحاف ودعم عودة النخبة الشبوانية، وهذه رغم محاولات “الاصلاح ” مقاومتها الا أنه يبدو في مأزق حقيقي ويتجه للاستسلام وهذا بدليل بدئه شق قناة لمد انبوب لنقل النفط من مأرب إلى شبوة وربط حقوله في المحافظتين وتلك المهمة التي تحتاج لمليارات الدولارات وسنوات من الحفر يحاول “الحزب بشقي سلطته في شبوة ومأرب تجاوزها خلال الفترة المقبلة بعد نشر نحو 120 جرافة ومضاعفة العمل في شق الانبوب على مدرا اليوم. هذه العملية قد تعفي الحزب الذي يسيطر على مناطق نفطية اخرى مشقة النقل البري الذي ظل محل صراع بين السلطة والقبائل في مأرب وكذا في شبوة نتيجة ما يترتب عليه من امتيازات نقل وحماية.
تتجه شبوة نحو وضع جديد بدأ تحالف الحرب على اليمن تحديد ملامحه بضغوط على هادي والانتقالي، وهي وفقا كل المعطيات تتجه لتشكيل حامل جديد بعيدا عن اقطاب الصراع في اليمن جنوبا وشرقا، لكنها في المحصلة النهائية ستبقى قواها مدينة بالولاء لدول التحالف ذاتها التي ظلت تحكمها على مدى السنوات الماضية من عمر الحرب وتورد عائدات ثروتها من النفط والغاز إلى حسابات في البنك الاهلي السعودي وخزانات في ابوظبي.
المصدر: الخبر اليمني
خليك معنا