الصباح اليمني_متابعات|
بإدخال صنعاء منظومة الدفاع الجوي الجديدة، والتي اثبتت فعاليتها بالميدان، تكون العمليات العسكرية للتحالف قد حيدت تماما، برا وبحرا وجوا، فهل تعكس تحركاته السياسية إدراك مسبق بالهزيمة، أم أنه لا يزال يملك اوراق للمناورة؟
في غضون يومين فقط، اعلنت قوات صنعاء اسقاط طائرتين، احدهما اباتشي والأخرى طائرة استطلاع مهاجمة.
هذه الطائرات ليست الأولى في قاموس قوات صنعاء التي تخوض حربا منذ 5 سنوات، فقد سبق وأن اعلنت اسقاط عشرات الطائرات ما بين مقاتلة “اف 16” واباتشي، واستطلاعية، لكن وخلافا للعادة تبدو هذه المرة مختلفة .
السقوط المتتالي للطائرات الحربية السعودية “بمختلف مسمياتها” على الحدود، يشير إلى شراسة المعركة هناك وقرب صنعاء من حسم هذه المعارك لصالحها.
إسقاط الطائرات خصوصا الاباتشي يعني تعزيز الانتصارات التي سجلت على الارض باقتحام متتالي لمحور القتال في جيزان ونجران وعسير وأخرها في الطوال وهو ما قد يحد من استخدام “العدو” للقدرات الجوية ويحيدها تمام عن مسرح العمليات، بحسب ما يراه خبراء عسكريين، وهذا بحد ذاته قد ينعكس ايجابا على قوات صنعاء التي تمتلك مقاتلين اشداء بإمكانهم اجتياح مدن بأكملها بلمح البصر.
ما يمنح هذه الهزائم البرية والجوية للسعودية زخما أنها تأتي في وقت عصيب تمر فيه المملكة، إذ تشير الانباء الواردة من اقبية المفاوضات بين صنعاء والرياض عن بحث الاخيرة عن ضمانات ابرزتها في ايجاد منطقة جديدة على الحدود كعازلة وهو ما ترفضه صنعاء جملة وتفصيلا، وتعززه بالمزيد من السيطرة في العمق السعودي وذلك ما قد يجبر الرياض التي تبحث عن خروج مستنقع في الأخير على القبول بصيغة حل قائمة على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الاخرين.
خلافا للرياض التي تبحث عن مكسب يرجح كفتها المهزوزة في طاولة المفاوضات، تبدو الانجازات الاخيرة لقوات صنعاء ذات بعد اكبر من “المكاسب السياسية” فإسقاط الطائرات يعني كسر هيمنة التحالف على الاجواء تلك التي اعلنها في 2015 مغلقة وفرض الحظر الجوي عليها، لتتمكن صنعاء خلال السنوات الاخيرة من كسر هذه المعادلة تدريجيا بدء بتطوير الصواريخ البالستية مرورا بمنظومة الطيران المسير ووصولا إلى انظمة الدفاع الجوي التي تقول صنعاء انه اصبحت المدن اليمنية بفعلها “أمنة” ومحصنة تماما.
هذه التطورات المتلاحقة تضاف إلى سلسلة انجازات عدة فرضتها صنعاء في ميادين القتال على البر والبحر، وهي جميعا مؤشرات على أن صنعاء التي اعتقد التحالف بالإمكان اقتحامها في اسبوع قد غيرت المعادلة تماما واصبحت جاهزة كما يقول ساستها لردع أي اعتداء ولو قادته هذه المرة “اسرائيل” بجحافلها و “رد الصاع صاعين”.
عسكريا يبدو التحالف هذه المرة الحلقة الاضعف في السلسلة، وهذه لم تنعكس في الميدان بل اكدتها تقارير وزارة الدفاع الامريكية التي تحدثت عن وصول الحرب على اليمن إلى طريق مسدود، واعلان اركانها المشتركة عدم وجود انظمة دفاع قادرة للتصدي لهجمات صنعاء في عمق الرياض وابوظبي، وذلك كام سببا لمسارعة تحالف الحرب للبحث عن مسار سياسي تقول التقارير الغربية أنه قد حتى الان العديد من التنازلات في سبيل انجازه.
المصدر: الخبر اليمني
خليك معنا