الصباح اليمني_مساحة حرة|
إعلان الناطق باسم الحوثيين إسقاط مروحية سعودية نوع أباتشي أثناء مهمة قتالية يؤشر بوضوح على أن القدرات العسكرية تتغير في اليمن وضد التحالف العربي بقيادة السعودية.
الحوثيون يقولون أن مبادرتهم بوقف الحرب نابعة من موقف قوي وأن وأن موازين القوى باتت لصالحهم وأن بإمكانهم تحييد المروحيات والطائرات المسيرة وأن القدرة الصاروخية آخذة في التطور بما يعني ضرورة القبول بما يجري التفاوض حوله، وأن إطالة امد الحرب ليست في صالح التحالف السعودي.
الحوثيون لا ينكرون علاقاتهم مع إيران ولا ينكرون رغبتهم في حكم اليمن كلها، ويطالبون الرياض بالجلوس والتفاوض لانهاء الحرب دون أن يقدموا تنازلات حقيقية، ولا يتحدثون عن مصادر أسلحتهم المتطورة والتمويل اللازم لصناعة وتطوير الصواريخ، فهم اليوم قوة لا يستهان بها، ومجرد صمودهم لسنوات أمام السعودية والإمارات يعد انتصارا أمنيا وسياسيا، ويؤهلهم لكي يكونوا الطرف الاقوى فى المعادلة اليمنية فلا يمكن انجاز اي وقف للحرب أو أي اتفاق سياسي دون موافقتهم عليه، ولهذا باتوا حجر الزاوية في إنهاء الحرب وابرام اي صفقة سياسية في جل الجغرافيا اليمنية.
الرياض ترى أن انتصار الحوثيين يعني لها التعامل وكأن إيران على حدها الجنوبي وأن ذلك يمثل تهديدا لامنها القومي، ولهذا تسعى إلى إيجاد مخرج سياسي وامني يحقق لها ثلاثة امور تتمثل في إلزام الحوثيين بالانفكاك عن إيران والقبول بالشرعية والبدء بمرحلة سيا سية جديدة تبقي مظلتها في اليمن ، وغير ذلك هزيمة لها ولا يمكنها قبوله أو التعاطي معه.
الحوثيون يتطلعون إلى وقف الحرب لبناء قوة عسكرية أفضل ويريدون شراكة وسيطرة على المسار السياسي والأمني، ويرفضون التخلي عن إيران رغم أنهم يقللون من دورها الأمني ويتطلعون لمرحلة ما بعد الإتفاق السياسي، وما يمكن قراءته في هذا السياق أن الجماعة الحوثية تسعى لحشر السعودية في خانة الاستسلام السياسي والأمني ودفعها إلى التخلي عن دورها في اليمن لصالح أطراف أخرى وفي مقدمتها إيران.
خروج الأباتشي من المعارك يعني ببساطة قدرة الحوثيين على تحييد أهم سلاح في يد التحالف السعودي وتهديدها بعمليات عسكرية في عمقها أكثر إيلاما من عملية ارامكو، وواضح ان اللعبة بكل تفاصيلها باتت تميل لصالح الجماعة الحوثية ودور إيران في المنطقة وما يعنيه ذلك من محاصرة السعودية من جهاتها الأربع..العراق في الشرق وسلطنة عمان في الغرب وقطر في الشمال واليمن في الجنوب، وما لذلك من تداعيات على مستقبلها السياسي في المنطقة والعالم.
خليك معنا