الصباح اليمني_متابعات|
يتصاعد التوتر في عدن مجددا، منذرا هذه المرة بحرب اوسع واشد فتكا، فهل تندلع فعلا أم أن ما يدور مجرد ردة فعل لمخطط رسم مستقبلا؟
التطورات الجديدة على الارض تشير ، بما لا يدع مجالا للشك، إلى تحضيرات للحرب.
الانتقالي الذي يسيطر على المدينة منذ انقلابه على حكومة هادي في اغسطس الماضي بدا تفعيل اوراق جديدة، أولها ارسال مجنديه إلى محيط قصر المعاشيق، مقر اقامة حكومة هادي ، لمحاصرته واحباط محاولة معين عبدالملك مغادرة معسكر التحالف في البريقة.
في المقابل تواصل قوات هادي بإرسال التعزيزات إلى عدن و تعزز وجود الالوية التابعة لعلي محسن والتي كانت حجر عثرة في طريق الانتقالي خلال محاولات السيطرة على عدن قبل اشهر.
هذه التحركات يبررها الطرفان بـ”تنفيذ اتفاق الرياض”.
قال الانتقالي في بيان لاجتماع قاداته في عدن، الاحد، ان حكومة هادي لم تلتزم بالاتفاق الذي يقضي بأن مهمتها “صرف المرتبات” ليرد عليه معين عبدالملك ببيان باسم “مصدر مسئول” يتهم المجلس باستغلال “احتياجات البسطاء” وتجاوز صلاحياته في تحديد مالذي يجب فعله.
فعليا، الطرفان على حق، وفقا لاتفاق الرياض، الذي وقع مطلع الشهر الجاري.
ينص الاتفاق على سماح الانتقالي بعودة حكومة هادي إلى المدينة على أن تقابلها عملية صرف المرتبات للمجندين الموقوفة رواتبهم منذ اغسطس الماضي، لكن رغم عودة الحكومة لم تصرف فلسا واحد مع أن وثائق تداولها ناشطون كشفت عن حصول حكومة هادي أو بالأحرى بضعة الوزراء الذين عادوا برفقة رئيسها على 10 ملايين دولار كنفقات تشغيلية.
الخلل ليس في طرفي الصراع، الانتقالي وهادي، ولا في اتفاق الرياض الذي لا تزال العديد من بنوده مطاطية، بل برغبة التحالف بتصفير الحرب واعادة تدويرها مجددا في هذه المحافظة التي لم تستقر يوما منذ دخول تحالف الحرب إليها في 2015، وظلت خلال السنوات الماضية ساحة حرب بالوكالة، رغم ثقافة اهلها السلمية.
محاصرة قصر المعاشيق، لن يخدم الانتقالي، الذي يحاول الابتعاد عن مسئولية الخدمات ورميها على خصومه، لكن هذه الخطوة تبقي حكومة هادي اسيرة معسكر التحالف في البريقة، ويتركها تحت قبضته.
الأمر ذاته يتكرر في الحديث عن دخول قوات هادي التي تتدفق بالمئات يوميا، فاتفاق الرياض ينص على تجريدها من الاسلحة الثقيلة لكن الصور الواردة من عدن تؤكد بأن هذه القوات تصطحب دبابات في طريق عودتها وهذا لا يشير إلى انها في طريقها لتنفيذ الاتفاق خصوصا وأن جميع القوات التي دخلت حتى الان تابعة لقادة عسكريين موالين لمحسن، ذاك الذي يريد الانتقام لقواته التي تعرضت في اغسطس الماضي لغارات اماراتية على تخوم عدن، وهذا الانتقام لم يخفيه رئيس اللجنة العسكرية امجد خالد الذي توعد بالثأر لمقتل شقيقه على يد الانتقالي.
حتى الأن ينفذ اتفاق الرياض في جانب واحد، وتحديدا في معقل الانتقالي، مع ان الاتفاق يقضي على ان يتم تنفيذه خطوة بخطوة، وبمعني تقريبي أن تتم عودة الحكومة مقابل انسحاب قوات هادي من ابين وشبوة، لكن ما يحدث العكس فمع عودة حكومة هادي تتدفق قوات هادي على عدن وسط ضغوط سعودية على الانتقالي، وهذا قد يكون مبرر للانتقالي لتفجير حرب استباقية لم يخفيها القيادي في المجلس يحي الشعيبي وهو يتحدث عن تعرضهم لـ”خديعة الرياض” الذي وصف اتفاقها بفتيل لإشعال حرب جديدة في عدن، وتلك بكل تأكيد رغبة سعودية للانتقام من المجلس الذي تغذي الصراعات داخله بعد رفضه القبول بدعوتها للانسحاب من مواقع ومعسكرات اتباعها في حكومة هادي عقب سيطرته على عدن قبل اربعة اشهر.
خليك معنا