الصباح اليمني _ متابعات |
كشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية تفاصيل اللحظات الأخيرة قبل مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
وكتب المعلق المعروف في الصحيفة ديفيد إغناطيوس قائلا: “في الساعة 1:14 من ظهيرة 2 تشرين الأول 2011 تلقى فريق عمليات خاصة ينتظر جمال خاشقجي في مقر القنصلية السعودية في اسطنبول خبرا وصوله. وبعد 25 دقيقة كان كاتب العمود في صحيفة واشنطن بوست ميتا. وسمع صوت وصفته السلطات التركية لاحقا بإنه صوت منشار”.
وأشار إغناطيوس إلى أن السعودية لم تقدم “بعد عام أي تفسير واضح لما حدث لجمال. ولكن مصادر سعودية وأمريكية وأوروبية وما أسهبت في تقديمه المقررة الخاصة للأمم المتحدة لشؤون القتل خارج القانون أنييس كالامار في تقريرها الذي نشر في حزيران تساعد في إعادة تركيب الأحداث التي قادت إلى جريمة قتل جمال خاشقجي.
وذكر مسؤول في وزارة الخارجية إن التحقيق السعودي في هذه الجريمة لا يزال “عرضيا وغير منظم وارتجاليا” مع أن الحقائق مختبئة أمام العين الناظرة. و”هذه جريمة قتل لم تمت لسبب بسيط: فهي تصف مكيدة رهيبة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان وسعود القحطاني مستشاره الإعلامي وللعمليات السرية في الديوان الملكي لإسكات ناقد شجاع”.
وكشف اغناطيوس أن بن سلمان كما يعرف لم يقدم إلا تصريحا عاما عن المسؤولية “فقد حدثت تحت سلطتي وأتحمل المسؤولية لأنها حدثت تحت سمعي وبصري” قال لمارتن سميث في مقابلة أجراها معه في كانون الأول العام الماضي. وقال نفس الشيء في مقابلة مع برنامج “ستون دقيقة” في شبكة “سي بي إس” الذي تم بثه يوم الأحد.
ويسرد الكاتب الأمريكي تفاصيل الثواني الرهيبة والأخيرة من حياة خاشقجي قائلا إن الأخير أغضب “م ب س” والقحطاني على مدى عام كامل. وتقول المصادر الأمريكية والسعودية إن الإثنين بدءا بالحديث في عام 2017 حول الطريقة التي يجب بها تكميمه. إلا أن العملية التي قادت لمقتله في اسطنبول بدأت في 28 أيلول/ سبتمبر 2018 عندما زار خاشقجي القنصلية لأول مرة للسؤال حول الترتيبات القانونية لزواجه من خطيبته التركية. وعندها تحرك فريق محمد بن سلمان.
ويضيف: في مساء 28 سبتمبر وحسب تقرير كالامار تصل مسؤول أمني في قنصلية السعودية في اسطنبول بماهر المطرب ضابط الاستخبارات الذي عمل لولي العهد والقحطاني. وقال الضابط الأمني إن خاشقجي سيحضر مرة ثانية إلى القنصلية في الثاني من أكتوبر لاستكمال أوراقه مما يقدم فرصة ذهبية لمواجهة “واحد من الأشخاص” الذين تلاحقهم حملة القحطاني ضد المعارضين. وفي وقت لاحق منذ ذلك المساء اتصل القنصل العام مع زميل له في الرياض الذي أخبره أن “عملية سرية” في الطريق وهو ما أثبتته كالامار في تقريرها بناء على تسجيل للمكالمة. وجاء الأمر الرسمي لعملية اسطنبول من أحمد عسيري نائب مدير المخابرات.
وأخبر عسيري محكمة سعودية في 31 يناير أنه “أمر الفريق لإقناع خاشقجي بالعودة إلى السعودية ولم يطلب منه استخدام القوة”. ومن أعطي الصلاحية للعملية لو كان ذلك ضروريا جاء في المرتبة الثانية بعد القحطاني حسبما أخبر مصدر سعودي على علاقة مع قصر محمد بن سلمان. وزعم النائب العام السعودي نفسه أن القحطاني التقى مع فريق “المفاوضات” من أجل تبرير العملية التي حاولت القبض على خاشقجي وإعادته باعتباره “تهديدا للأمن القومي”. وقال مصدر سعودي إن القحطاني تجاهل دعوة النائب السعودي لتقديم شهادة.
وتابع الصحفي الأمريكي: وصل ماهر المطرب وفريقه إلى اسطنبول على متن طائرة سعودية خاصة في الساعة 3.30 صباح يوم 2 أكتوبر وتم تجنيد الدكتور صلاح الطبيقي في اللحظة الأخيرة وذلك لخبرته في تشريح وتقطيع الجثث. وبعدما وضعوا أمتعتهم في الفندق ذهبوا إلى القنصلية للانتظار. وفي الساعة التي سبقت حضور خاشقجي تحدث المطرب والطبيقي حول ما يجب عليهم عمله.
وبحسب كتاب لصحافيين تركيين اطلعا على أشرطة القنصلية المسجلة قال المطرب: “سنقول له أولا بأننا سنأخذه إلى الرياض ولو رفض فسنقتله هنا ونتخلص من الجثة”. وتبع ذلك حديث بشع وصف فيه الطبيقي أسلوب تقطيع الجثة والتخلص منها “سيتم فصل الأطراف ولو أحضرنا الأكياس البلاستيكية وقطعناها إلى قطع فستنتهي” وهو ما ورد في تقرير كالامار.
وقال المطرب عندما وصل خاشقجي “سنأخذك معنا”. وأمر خاشقجي بإرسال رسالة نصية لابنه في المملكة يخبره أنه سيختفي لمدة لكن خاشقجي رفض فرد المطرب: “لو لم تساعدنا فأنت تعرف ماذا سيحصل في النهاية”. ورفض خاشقجي السكوت حيث قال: “هل ستقومون بتخديري” وعندها سمع في التسجيل صوت مقاومة حيث تم تخديره. ثم سمع صوت أحدهم “هل نام؟” ثم قال آخر: واصل حقنه وكان هناك لهاث مع وضع كيس على رأسه كما يبدو ثم صمت. وبعدها سمع صوت المنشار وهو يقطع الجثة.
وماذا كان سيقول القحطاني عن دور ولي العهد وإن كان قد أمر بالعملية؟ لا ندري لأنه رفض تقديم شهادة في المحكمة السعودية.
المصدر : الخبر اليمني
خليك معنا