الصباح اليمني_مساحة حرة|
أعتقد أن الكثير من المتابعين والمهتمين بالشأن اليمني لا يزالون يتذكرون تصريح هادي عقب العدوان على اليمن من قبل السعودية بيومين والذي كشف فيه عدم معرفته بساعة الصفر وبداية العدوان، كونه كان هارباً في صحراء المهرة متجه صوب عُمان، فمن الذي أعلن بداية العدوان أذاً، ومتى طلب هادي من السعودية التدخل والدعم، وكيف تشكل تحالف دعم الشرعية المزعومة فيما بعد، وما هي أهداف هذا التحالف المشؤوم في اليمن، وماذا قدم التحالف “للشرعية” خلال أربع سنوات ونصف من العدوان، وهل فعلاً التحالف يدعم الشرعية أم يدعم مشاريعه الخاصة وأطماعه في اليمن؟!
نعم المتابع الحصيف لكل المجريات سواءً التي سبقت العدوان أو التي تلته، يدرك أن المملكة العربية السعودية وبعض الدول الغربية والعربية كانوا قد وضعوا خطة العدوان على اليمن منذ سنوات ومنتظرين فقط للوقت المناسب لتنفيذ مخططهم وعدوانهم الإجرامي، ولعل أكبر دليل على ذلك إعلان ساعة الصفر من الولايات المتحدة الأمريكية من قبل السفير السعودي هناك الذي بدأت بلاده بالعدوان منفردةً ومن ثم دفعت المليارات فيما بعد لشراء الولاءات الإقليمية والدولية وتشكيل ما يسمى بتحالف دعم الشرعية في اليمن، وهو تحالف في حقيقته قائم على مصالح وأطماع دول بعينها كالسعودية والإمارات ولا علاقة له البتة بإعادة الشرعية التي يتغنى بها لا من قريب ولا من بعيد.
فمنذ مارس 2015م والعدوان مستمر في حصاره وعربدته ومستمر ايضا في تمزيق عُرى الأخوة والروابط والنسيج الاجتماعي في البيت اليمني الواحد وذلك من خلال نشر ثقافة الكراهية وإذكاء نار الطائفية والعرقية والمذهبية وتمويل مشاريع التقسيم والتمزيق والإحتراب الداخلي الذي يخدم مشروعه الخاص ومطامعه البغيضة في الشعب اليمني ومقدراته ومكتسباته وحضارته، وإلا كيف نفسر ما يقومون به من أعمال استعمارية استفزازيه في المحافظات المحررة حسب زعمهم، ولماذا لا يسمحون للرئيس الشرعي حسب زعمهم بالعودة مع حكومة الفنادق إلى إحدى المحافظات الشرقية أو الجنوبية، اليس الغرض من ذلك مجرد شماعة لتركيع وتجويع وتمزيق الشعب اليمني والسيطرة على كل مقدراته وخيراته، اليس هادي نفسه مجرد كمبارس وعاجز عن عمل شيء كما أثبتت الأحداث الأخيرة التي قام بها المجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً، الم يكن هادي تحت الإقامة الجبرية ولا حول له ولا قوة؟!
ما يجري ويجري على أرض الواقع هذه الأيام يؤكدُ ما ذهبنا إليه وحذرنا منه في بداية العدوان، فالتحالف الذي تشكل بأموال سعودية إماراتية ورضاء أمريكي ضم أكثر من سبعة عشر دولة لدعم الشرعية من خلال عاصفتي الحزم وإعادة الأمل، لم يعد قائماً إلا على الورق والسعودية والإمارات هما التحالف ومن خلفهما امريكا وإسرائيل، فلأولى تريد بيع المزيد من الأسلحة وزيادة الدعم مقابل الحماية بزيادة القواعد والجنود، والثانية من خلال مطامعها في المياه اليمنية والإقليمية وتحديداً مضيقي باب المندب وهرمز، لهذا كله رأينا موقفي السعودية والإمارات يتجلى أكثر فأكثر ويتضح لكل ذي بصر وبصيرة إزاء ما قام به المجلس الانتقالي مطلع هذا الشهر، فلولا الدعم الإماراتي لهذا المجلس الذي يحارب بالوكالة عن أسياده لما سيطر على بعض المحافظات وشرد ونهب وهجر أبناء المحافظات الشمالية وأيضا هناك غض طرف من قبل السعودية التي كانت على علم بما سيقوم به المجلس الانتقالي في الجنوب لإسقاط “شرعية هادي” ودق أخر مسمار في نعشها المتهالك.
لقد ظهر بعض المسئولين في حكومة هادي يشتكون ويبكون من غدر شريكهم في التحالف الذي ذبحهم من الوريد إلى الوريد وبشكل يثير الشفقة عليهم، ألا يعلم هؤلاء المسئولون أنهم مجرد عمال ومرتزقة انتهت مهمتهم بتقسيم اليمن وتحقيق أطماع العدوان والمعتدين، وهل سألوا أنفسهم كيف ولماذا سقطت شرعيتهم وقواتهم في أقل من أربعة أيام، وهل يعلمون أن الشريك الأخر في تحالف تدمير اليمن هو الأخر سوف يغدر بهم ويتخلص منهم فور تحقيق مصالحه وأهدافه من العدوان، ولماذا السعودية لم تحرك ساكناً من سيطرة الانتقالي على عدن وأبين وقامت قيامتها على شبوة وحالت دون السيطرة عليها، ألا يدل ذلك على أن السعودية والإمارات تقاسمتا اليمن كمناطق نفوذ بالتساوي والانتقالي والشرعية خرج الحسبة والقسمة، ألا تحتاج “الشرعية” لتحالف أخر ينقذها من ورطة تحالف دعم الشرعية الذي أهلك الحرث والنسل ودمر كل شيء خدمةً لمصالحه ومطامعه التي يسعى لتحقيقها ولو كانت الشرعية –شماعة عدوانهم علينا- هي الثمن؟!
اشترك في قناتنا على التليجرام: https://t.me/alsabahalyemeni0
خليك معنا